الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                  صفحة جزء
                                                  766 حدثنا أحمد بن بشير الطيالسي قال : حدثنا داود بن عمرو الضبي قال : حدثنا المثنى بن زرعة ، عن محمد بن إسحاق قال : حدثني الأجلح بن عبد الله الكندي ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن عمرو بن ميمون الأودي .

                                                  [ ص: 427 ] عن عبد الله بن مسعود قال : بينا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المسجد ، وأبو جهل بن هشام ، وشيبة وعقبة ابنا ربيعة ، وعقبة بن أبي معيط ، وأمية بن خلف . فقال أبو جهل : أيكم يأتي جزور بني فلان ، فيأتينا بفرثها ، فيلقيه على محمد ؟ فانطلق أشقاهم ، وأسفههم عقبة بن أبي معيط ، فأتى به ، فألقاه على كتفيه ، ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ساجد لم يهتم . قال ابن مسعود : وأنا قائم لا أستطيع أن أتكلم بشيء ، ليس عندي عشيرة تمنعني . إذ سمعت فاطمة بنت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بذلك ، فأقبلت حتى ألقت ذلك عن أبيها ، ثم استقبلت قريشا تسبهم ، فلم يرجعوا إليها شيئا . ورفع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأسه كما كان يرفعه عند تمام سجوده ، فلما قضى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ صلاته قال : " اللهم عليك بقريش ، اللهم عليك بقريش ، اللهم عليك بعقبة ، وعتبة ، وأمية بن خلف ، وأبي جهل بن هشام ، وشيبة " . وخرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من المسجد ، فلقيه أبو البختري ، ومع أبي البختري سوط بخنصريه ، فلما رأى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنكر وجهه ، فأخذه ، فقال : تعال ، ما لك ؟ فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " خل عني " . فقال : علم الله ، لا أخلي عنك أو تخبرني ما شأنك ، ولقد أصابك سوء . فلما علم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه غير مخل عنه أخبره ، فقال : " إن أبا جهل أمر فطرح علي فرث " . فقال أبو البختري : هلم إلى المسجد ، فأبى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فأخذه أبو البختري فأدخله المسجد ، ثم أقبل إلى أبي جهل ، فقال : يا أبا الحكم ، أنت [ ص: 428 ] الذي أمرت بمحمد ، فطرح عليه الفرث ؟ فقال : نعم ، فرفع السوط ، فضرب به رأسه ، فتأخرت الرجال بعضها إلى بعض . فقال أبو جهل : ويحكم هي له ، إنما أراد محمد أن يلقي بيننا العداوة وينجو هو وأصحابه .

                                                  لم يرو هذا الحديث عن الأجلح إلا محمد بن إسحاق ، تفرد به : المثنى بن زرعة .

                                                  التالي السابق


                                                  الخدمات العلمية