الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (47) قوله تعالى: وأني فضلتكم على العالمين : "أن" وما في حيزها في محل نصب لعطفها على المنصوب في قوله: اذكروا نعمتي أي: اذكروا نعمتي وتفضيلي إياكم، والجار متعلق به، وهذا من باب عطف الخاص على العام لأن النعمة تشمل التفضيل.

                                                                                                                                                                                                                                      والفضل: الزيادة في الخير، واستعماله في الأصل التعدي بـ"على"، وقد يتعدى بـ"عن": إما على التضمين وإما على التجوز في الحذف، كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      433 - لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب عني ولا أنت دياني فتخزوني



                                                                                                                                                                                                                                      وقد يتعدى بنفسه، كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      434 - وجدنا نهشلا فضلت فقيما     كفضل ابن المخاض على الفصيل



                                                                                                                                                                                                                                      وبـ"على"، وفعله: فضل يفضل بالضم، كقتل يقتل.

                                                                                                                                                                                                                                      وأما الذي معناه الفضلة من الشيء وهي البقية ففعله - أيضا - كما تقدم، ويقال فيه أيضا: [ ص: 335 ] "فضل" بالكسر يفضل بالفتح كعلم يعلم، ومنهم من يكسرها في الماضي ويضمها في المضارع وهو من التداخل بين اللغتين.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية