الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثالثة : روي أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان يقرأ ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ) فكان يعطف قوله :( والأنصار ) على قوله :( والسابقون ) وكان يحذف الواو من قوله :( والذين اتبعوهم بإحسان ) ويجعله وصفا للأنصار ، وروي أن عمر - رضي الله عنه - كان يقرأ هذه الآية على هذا الوجه ، فقال أبي : والله لقد أقرأنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على هذا الوجه ، وإنك لتبيع القرظ يومئذ ببقيع المدينة ، فقال عمر - رضي الله عنه - : صدقت ، شهدتم وغبنا ، وفرغتم وشغلنا ، ولئن شئت لتقولن نحن أوينا ونصرنا . وروي أنه جرت هذه المناظرة بين عمر وبين زيد بن ثابت واستشهد زيد بأبي بن كعب ، والتفاوت أن على قراءة عمر يكون التعظيم الحاصل من قوله :( والسابقون الأولون ) مختصا بالمهاجرين ولا يشاركهم الأنصار فيها فوجب مزيد التعظيم للمهاجرين . والله أعلم . وروي أن أبيا احتج على صحة القراءة المشهورة بآخر الأنفال وهو قوله :( والذين آمنوا من بعد وهاجروا ) بعد تقدم ذكر المهاجرين والأنصار في الآية الأولى ، وبأواسط سورة الحشر وهو قوله :( والذين جاءوا من بعدهم ) وبأول سورة الجمعة وهو قوله :( وآخرين منهم لما يلحقوا بهم ) [الجمعة : 3] .

                                                                                                                                                                                                                                            [ ص: 137 ]

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الرابعة : قوله :( والسابقون ) مرتفع بالابتداء وخبره قوله :( رضي الله عنهم ) ومعناه : رضي الله عنهم لأعمالهم وكثرة طاعاتهم ، ورضوا عنه لما أفاض عليهم من نعمه الجليلة في الدين والدنيا ، وفي مصاحف أهل مكة ( تجري من تحتها الأنهار ) وهي قراءة ابن كثير ، وفي سائر المصاحف( تحتها ) من غير كلمة ( من ) .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية