الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
260 - حدثنا حميد أنا الهيثم بن عدي ، قال : أنبأني عبد الله بن عياش ، عن الشعبي ، قال : وحدثنا ببعضه ابن أبي ليلى ، عن الحكم ، قال : وأنبأنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أبي مجلز ، قالوا : لما كثر المسلمون استشار عمر بن الخطاب في السواد فاختلفوا عليه ، فقال قائلهم : اقسمهم وأرضيهم ، وقال قائل : دعهم على حالهم . فقال عمر : قد (اختلفتم) فأنا أرى غير ذلك ، إنكم إن اتكلتم على الأرض والزرع تركتم الجهاد فبعث عمر عثمان بن حنيف الأنصاري ، وبعث معه حذيفة بن اليمان وسلمان الفارسي وعبد الله بن عويم بن ساعدة الأنصاري ، (فأما ابن عياش فذكر أنه أبو جبيرة بن الضحاك الأنصاري مكان عبد الله [ ص: 212 ] بن عويم) وأمره عمر أن يستعين بهم . فوجه عثمان حذيفة وسلمان على ما خلف دجلة ، وجعل (حق جريبهما) وجعل عبد الله بن عويم خليفته .

وعلى صلاة الكوفة يومئذ عمار بن ياسر ، وعبد الله بن مسعود على بيت المال وتعليم المسلمين . وعثمان بن حنيف على الخراج فأجرى عليهم عمر شاة في كل يوم ، فنصفها وبطنها وأكارعها وجلدها لعمار ، لأنه صاحب الصلاة والحرب . وربعها لعثمان بن حنيف والربع الباقي لعبد الله بن مسعود . وأجرى عليهم جريبا من دقيق في كل يوم على( . . . ) مع أعطياتهم ، وكانت خمسة آلاف . وأجرى على عثمان خمسة دراهم في كل يوم . وأمره عمر أن يمسح السواد عامره وغامره ، فمسح عثمان كل شيء دون الجبل يعني دون حلوان إلى أرض العرب وهو أسفل الفرات . [ ص: 213 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية