الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
726 - وحدثني أحمد بن فتح ، نا حمزة بن محمد ، نا إسحاق بن إبراهيم ، نا محمد بن عبد الأعلى ، ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن وهب بن عبد الله ، عن أبي الطفيل قال :

" شهدت عليا رضي الله عنه وهو يخطب ويقول : سلوني ، فوالله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم به ، وسلوني عن كتاب الله فوالله ما منه آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار أم بسهل نزلت أم بجبل . [فقام ] ابن الكواء وأنا بينه وبين علي رضي الله عنه فقال : ما الذاريات ذروا ، ( فالحاملات وقرا فالجاريات يسرا فالمقسمات أمرا ) ؟ قال : ويلك ! سل تفقها ولا تسل تعنتا : الذاريات ذروا : الرياح . والحاملات وقرا : السحاب . والجاريات يسرا : السفن . والمقسمات أمرا : الملائكة . قال : أفرأيت السواد الذي في القمر ؟ قال : أعمى سأل عن عمياء ، أما سمعت الله تعالى يقول : ( وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل ) فمحوه السواد الذي فيه . قال : أفرأيت ذا القرنين ، أنبيا كان أم ملكا ؟ قال : لا واحدا منهما ؛ ولكنه كان عبدا صالحا ، أحب الله فأحبه الله ، وناصح الله فناصحه الله ، دعا قومه إلى الهدى فضربوه على قرنه ، ثم دعاهم إلى الهدى فضربوه على قرنه الآخر ، ولم يكن له قرنان كقرني الثور . قال : أفرأيت هذا القوس ما هو ؟ قال : هي علامة بين نوح وبين ربه وأمان من الغرق . قال : أفرأيت البيت المعمور ما هو ؟ قال : الصراح فوق سبع سماوات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون [ ص: 465 ] ألف ملك لا يعودون فيه إلى يوم القيامة : قال : فمن الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار ؟ قال : [هما ] الأفجران من قريش ، [كفينهما ] يوم بدر . قال : فمن الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ؟ قال : كان أهل حروراء منهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية