الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء

452 . والثالث : التعميم في المجاز له ، وقد مال إلى الجواز      453 . مطلقا ( الخطيب ) ( وابن منده )
ثم (أبو العلاء) أيضا بعده      454 . وجاز للموجود عند (الطبري)
والشيخ للإبطال مال فاحذر

التالي السابق


والنوع الثالث من أنواع الإجازة : أن يعم المجاز له فلا يعينه ، كأجزت للمسلمين ، أو لكل أحد ، أو لمن أدرك زماني ، ونحو ذلك ، وقد فعله أبو عبد الله بن [ ص: 419 ] منده ، فقال : أجزت لمن قال لا إله إلا الله . وجوزه أيضا الخطيب وحكى الحازمي عمن أدركه من الحفاظ كأبي العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني وغيره : أنهم كانوا يميلون إلى الجواز . وحكى الخطيب عن القاضي أبي الطيب الطبري : أنه جوز الإجازة لجميع المسلمين من كان منهم موجودا عند الإجازة . قال ابن الصلاح : ولم نر ، ولم نسمع عن أحد ممن يقتدى به أنه استعمل هذه الإجازة ، فروى بها ، ولا عن الشرذمة المستأخرة الذين سوغوها . والإجازة في أصلها ضعيفة وتزداد بهذا التوسع والاسترسال ضعفا كثيرا ، لا ينبغي احتماله . قلت : ممن أجازها أبو الفضل أحمد بن الحسين بن خيرون البغدادي ، وأبو الوليد بن رشد المالكي ، وأبو طاهر السلفي ، وغيرهم . ورجحه أبو عمرو بن الحاجب ، وصححه النووي من زياداته في الروضة . وقد جمع بعضهم من أجاز هذه الإجازة العامة في تصنيف له ، جمع فيه خلقا كثيرا رتبهم على حروف المعجم; لكثرتهم ، وهو الحافظ أبو جعفر محمد بن الحسين ابن أبي البدر الكاتب البغدادي ، وممن حدث بها من الحفاظ : أبو بكر بن خير الإشبيلي ، ومن الحفاظ المتأخرين : الحافظ شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدمياطي ، بإجازته العامة من المؤيد الطوسي .

وسمع بها الحفاظ : أبو الحجاج المزي ، وأبو عبد الله الذهبي ، وأبو محمد البرزالي على الركن الطاوسي بإجازته العامة من أبي جعفر [ ص: 420 ] الصيدلاني وغيره . وقرأ بها الحافظ أبو سعيد العلائي على أبي العباس بن نعمة بإجازته العامة من داود بن معمر بن الفاخر . وقرأت بها عدة أجزاء على الوجيه عبد الرحمن العوفي بإجازته العامة من عبد اللطيف بن القبيطي ، وأبي إسحاق الكاشغري ، وابن رواج ، والسبط ، وآخرين من البغداديين والمصريين . وفي النفس من ذلك شيء وأنا أتوقف عن الرواية بها ، وأهل الحديث يقولون : إذا كتبت فقمش ، وإذا حدثت ففتش .




الخدمات العلمية