الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  عكرمة ، عن أم هانئ .

                                                                  ( 1059 ) حدثنا أسلم بن سهل الواسطي ، ثنا وهب بن بقية ، ثنا محمد بن الحسن المزكي ، ح وحدثنا القاسم بن عباد الخطابي ، ثنا إسحاق بن بهلول الأنباري ، ثنا أبي ، ح وحدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا رزق الله بن موسى ، ثنا شبابة بن سوار ، قالوا : ثنا عبد الأعلى بن أبي المساور ، عن عكرمة ، عن أم هانئ بنت أبي طالب ، قالت : بات رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به في بيتي ففقدته من الليل ، فامتنع مني النوم مخافة أن يكون عرض له بعض قريش ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن جبريل أتاني [ ص: 433 ] فأخذ بيدي فأخرجني ، فإذا على البيت دابة دون البغل ، وفوق الحمار ، فحملني عليها ، ثم انطلق حتى انتهى بي إلى بيت المقدس ، فأراني إبراهيم يشبه خلقه خلقي ، ويشبه خلقي خلقه ، وأراني موسى طويلا ، سبط الشعر ، شبهته برجال أزد شنوءة ، وأراني عيسى ابن مريم ربعة أبيض ، يضرب إلى الحمرة شبهته بعروة بن مسعود الثقفي ، وأراني الدجال ممسوح العين اليمنى ، شبهته بقطن بن عبد العزى ، وأنا أريد أن أخرج إلى قريش ، فأخبرهم بما رأيت فأخذت بثوبه ، فقلت : إني أذكرك الله أنك تأتي قوما يذبونك وينكرون مقالتك ، فأخاف أن يسطوا بك ، قالت : فضرب ثوبه من يدي ، ثم خرج إليهم ، فأتاهم وهم جلوس فأخبرهم ما أخبرني " ، فقام جبير بن مطعم ، فقال : يا محمد لو كنت شابا كما كنت ما تكلمت به ، وأنت بين ظهرانينا ، فقال رجل من القوم : يا محمد هل مررت بإبل لنا في مكان كذا وكذا ؟ قال : " نعم والله ، وجدتهم قد أضلوا بعيرا لهم فهم في طلبه " ، فقال : هل مررت بإبل لبني فلان ، قال : " نعم ، في مكان كذا وكذا قد انكسرت لهم ناقة حمراء فوجدتهم ، وعندهم قصعة من ماء فشربت ما فيها " ، قالوا : فأخبرنا عدتها وما فيها من الرعاة ، قال : " قد كنت عن عدتها مشغولا " ، فقام فأتي بالإبل فعدها وعلم ما فيها من الرعاة ، ثم أتى قريشا فقال : " سألتموني عن إبل بني فلان فهي كذا وكذا ، وفيها من الرعاة فلان وفلان ، وسألتموني عن إبل بني فلان فهي كذا وكذا ، وفيها من الرعاة ابن أبي قحافة ، وفلان وفلان ، وهي مصبحتكم بالغداة على الثنية " ، قال : فغدوا إلى الثنية ينظرون أصدقهم ما قال ، فاستقبلوا الإبل ، فسألوا هل ضل لكم بعير ؟ قالوا : نعم ، فسألوا الآخر هل انكسرت لكم ناقة حمراء ؟ قالوا : نعم ، قالوا : فهل كانت عندكم قصعة ؟ قال [ ص: 434 ] أبو بكر : أنا والله وضعتها فما شربها أحد ولا هراقوه في الأرض ، وصدقه أبو بكر وآمن به فسمي يومئذ الصديق .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية