الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  ( 659 ) حدثنا إسماعيل بن قيراط الدمشقي ، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن ، ثنا شعيب بن إسحاق ، ثنا الأوزاعي ، حدثني عطاء بن أبي رباح ، قال : أخبرني صفوان بن يعلى بن أمية ، أن أباه أخبره ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بالجعرانة حين قدم من حنين قسم غنائمهم فأتاه أعرابي عليه قميص أو جبة وقد خضب نفسه بصفرة فقال : يا رسول الله إني أحرمت بعمرة فما ترى ؟ فلم يرد عليه شيئا ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتزل للوحي ، فقام إليه عمر يستره بثوبه قال يعلى بن منية : إني أحب أن أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يوحى إليه فدعاه عمر فأدخل رأسه من تحت الثوب فوجده يغط كالنائم ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فدعا الأعرابي فأمره أن ينزع جبته وقميصه وقال له : " اغسل والبس الإزار والرداء وافعل في عمرتك ما تفعل في حجتك " .

                                                                  ( 660 ) حدثنا محمد بن يعقوب بن إسحاق الخطيب الأهوازي

                                                                  [ ص: 255 ] ثنا حفص بن عمرو الربالي ثنا عبيد الله بن عبد المجيد ثنا رباح بن أبي معروف - قال : سمعت عطاء بن أبي رباح يقول أخبرني صفوان بن يعلى عن أبيه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل عليه جبة بها أثر خلوق فقال : يا رسول الله إني أحرمت بعمرة فكيف أفعل فسكت عنه فلم يرجع إليه ، وكان عمر يستره إذا نزل عليه الوحي بظلة فقلت لعمر : إني أحب إذا نزل عليه الوحي أن أدخل رأسي معه في الثوب ، فلما أنزل عليه خمره عمر بالثوب فجئت فأدخلت رأسي معه في الثوب فنظرت إليه ، فلما سري عنه قال : " أين السائل آنفا عن العمرة? ، فقام الرجل إليه ، فقال : انزع عنك جبتك واغسل أثر الخلوق الذي بك وافعل في عمرتك ما كنت فاعلا في حجتك " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية