الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  [ ص: 417 ] ( 1031 ) حدثنا يحيى بن أيوب العلاف المصري ، ثنا سعيد بن أبي مريم ، ثنا نافع بن يزيد ، حدثني عمارة بن غزية ، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ، أن أمه ، فاطمة بنت حسين حدثته ، أن عائشة كانت تقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي قبض فيه ، قال لفاطمة : " يا بنية احني علي " فأحنت عليه فناجاها ساعة ثم انكشفت وهي تبكي وعائشة حاضرة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بساعة : " احني علي يا بنية " فأحنت عليه فناجاها ساعة ثم انكشفت عنه فضحكت قالت عائشة : فقلت : أي بنية ، أخبريني ماذا ناجاك أبوك ؟ فقالت فاطمة : ناجاني على حال سر ، ظننت أني أخبر بسره وهو حي فشق [ ص: 418 ] ذلك على عائشة أن يكون سرا دونها ، فلما قبضه الله ، قالت عائشة لفاطمة : يا بنية ، ألا تخبريني بذلك الخبر ؟ قالت : أما الآن ، فنعم ، ناجاني في المرة الأولى فأخبرني أن جبريل صلى الله عليه وسلم كان يعارضه بالقرآن في كل عام مرة ، وأنه عارضه بالقرآن العام مرتين ، وأخبرني أنه أخبره أنه لم يكن نبي إلا عاش نصف عمر الذي قبله ، وأنه أخبرني أن عيسى ابن مريم عاش عشرين ومائة سنة ولا أراني إلا ذاهبا على رأس الستين فأبكاني ذلك وقال : " يا بنية ، إنه ليس من نساء المسلمين امرأة أعظم رزية منك ، فلا تكوني أدنى من امرأة صبرا " وناجاني في المرة الآخرة فأخبرني أني أول أهله لحوقا به وقال : " إنك سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من البتول مريم بنت عمران " فضحكت بذلك .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية