الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  ( 118 ) حدثنا بشر بن موسى ، ثنا محمد بن حجر بن عبد الجبار بن وائل الحضرمي [ ص: 50 ] حدثني عمي سعيد بن عبد الجبار ، عن أبيه ، عن أمه أم يحيى ، عن وائل بن حجر قال : " حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أتي بإناء فيه ماء ، فأكفأ على يمينه ثلاثا ، ثم غمس يمينه في الإناء فأفاض بها على اليسرى ثلاثا ، ثم غمس اليمنى في الماء فحفن حفنة من ماء فتمضمض بها واستنشق ، واستنثر ثلاثا ، ثم أدخل كفيه في الإناء فحمل بهما ماء فغسل ، وجهه ثلاثا ، وخلل لحيته ، ومسح باطن أذنيه ، ثم أدخل خنصره في داخل أذنه ، ليبلغ الماء ، ثم مسح رقبته ، وباطن لحيته من فضل ماء الوجه ، وغسل ذراعه اليمنى ثلاثا حتى ما وراء المرفق ، وغسل اليسرى مثل ذلك باليمنى حتى جاوز المرفق ، ثم مسح على رأسه ثلاثا ، ومسح ظاهر أذنيه ، ومسح رقبته وباطن لحيته بفضل ماء الرأس ، ثم غسل قدمه اليمنى ثلاثا ، وخلل أصابعها وجاوز بالماء الكعب ، ورفع في الساق الماء ، ثم فعل في اليسرى مثل ذلك ، ثم أخذ حفنة من ماء بيده اليمنى فوضعه على رأسه حتى تحدر من جوانب رأسه وقال : " هذا تمام الوضوء " فدخل محرابه فصف الناس خلفه ، ونظر عن يمينه ويساره ، ثم رفع يديه بالتكبير إلى أن حازتا شحمة أذنيه ثم وضع يمينه على يساره على صدره ، ثم جهر بالحمد حتى فرغ من الحمد ، ثم جهر بآمين عند فراغه من قراءة " الحمد " حتى سمع من خلفه ، ثم قرأ سورة أخرى مع " الحمد " ، ثم رفع يديه بالتكبير إلى أن حازتا شحمة أذنيه ، ثم انحط راكعا فوضع كفيه على ركبتيه ، وفرج أصابعه ، وأمهل في الركوع حتى اعتدل ركوعه وصار متناه [ ص: 51 ] كأنهما نهر جار لو وضع عليه قدح ملآن ما انكفأ ، ثم رفع رأسه بالخشوع ورفع يديه حتى حازتا شحمة أذنيه ، وقال : " سمع الله لمن حمده " ثم اعتدل قائما وأمهل فيه حتى رجع كل عظم إلى موضعه ، ثم انحط بالتكبير ساجدا فأثبت جبهته في الأرض وأنفه حتى رأى أثر أنفه في الرمل ، وفرش ذراعيه ورأسه بينهما ، ثم رفع رأسه بالتكبير ، وجلس جلسة خفيفة فاستبطن فخذه اليسرى ونصب قدمه اليمنى أثبت أصابعهما ، ثم انحط ساجدا مثل ذلك ، ثم رفع رأسه بالتكبير ، ثم فعل مثل ذلك في جميع الصلاة حتى تمت أربع ركعات ، ثم جلس في التشهد فوضع كفه اليمنى على ركبته اليمنى وخفض فخذه وحلق أصبعه يدعو به من تحت الثوب ، وكان ذلك في الشتاء ، وكان أصحابه خلفه أيديهم في ثيابهم يعملون هذا وتنفل ، ثم سلم عن يمينه حتى رؤي بياض خده الأيمن ، ثم سلم عن يساره حتى رؤي بياض خده الأيسر " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية