الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة السادسة : يريد بقوله : { صلاة العشاء } التي يدعوها الناس العتمة : وفي الصحيح من رواية عبد الله بن المغفل المزني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { لا يغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم المغرب } . قال : والأعراب تقول العشاء ، وتسمى أيضا العشاء العتمة ، ففي الحديث الصحيح : { لو يعلمون ما في العتمة والفجر لأتوهما ولو حبوا } . [ ص: 416 ]

                                                                                                                                                                                                              وفي البخاري أيضا عن أبي برزة : { كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤخر العشاء } . وقال أنس : { أخر النبي صلى الله عليه وسلم العشاء الآخرة } .

                                                                                                                                                                                                              وفي حديث عائشة : { أعتم النبي صلى الله عليه وسلم بالعتمة } .

                                                                                                                                                                                                              وقول أنس في البخاري : " العشاء الآخرة يدل على العشاء الأولى " .

                                                                                                                                                                                                              وفي الحديث : { لا يغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم العشاء يدعونها العتمة } ; لأنهم يعتمون بحلاب الإبل .

                                                                                                                                                                                                              وهذه أخبار متعارضة لا يعلم منها الأول من الآخر بالتاريخ ، لكن كل حديث بذاته يبين وقته ، وذلك أن النهي من النبي صلى الله عليه وسلم عن تسمية صلاة المغرب عشاء ، وعن تسمية صلاة العشاء عتمة ثابت ; فلا مرد له من أقوال الصحابة فضلا عمن عداهم .

                                                                                                                                                                                                              وقد كان ابن عمر يقول : من قال صلاة العتمة فقد أثم . وقال ابن القاسم : قال مالك : { ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم } فالله سماها صلاة العشاء ، فأحب النبي صلى الله عليه وسلم أن تسمى بما سماها به الله ، ويعلمها الإنسان أهله وولده ، ولا يقل عتمة إلا عند خطاب من لا يفهم ، وقد قال حسان :

                                                                                                                                                                                                              وكان لا يزال بها أنيس خلال مروجها نعم وشاء     فدع هذا ولكن من لطيف
                                                                                                                                                                                                              يؤرقني إذا ذهب العشاء



                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية