الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الثانية : قالوا : أضغاث أحلام يعني : أخلاطا مجموعة ، واحدها ضغث : وهو مجموع من حشيش أو حطب . ومنه قوله تعالى : { وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث }

                                                                                                                                                                                                              . وقد روي : { الرؤيا لأول عابر } . وقد قالوا أضغاث أحلام ، ولم يكن من صحيح الكلام ، ولا قطع تفسير الرؤيا إذ لم يأتها من بابها . ألا ترى أن الصديق لما أخطأ في تفسير الرؤيا لم يكن ذلك حكما عليها ، وإنما ذلك إذا احتملت وجوها من التفسير ، فعين بتأويله أحدها جاز ، ومن تكلم بجهل لا يكون حكما عليها ، وإن أصاب . والحديث الصحيح : { الرؤيا على رجل طائر ما لم تتحدث بها ، فإذا تحدثت بها سقطت ، ولا تحدث بها إلا حبيبا أو لبيبا } . وهذا معنى الرؤيا لأول عابر ، فإنه [ ص: 57 ] إذا تحدث بها ففسرت نفذ حكمها إذا كان بحق عن علم ، لا كما قال أصحاب الملك ، وأيضا فإنهم لم يقصدوا تفسيرا ، وإنما أرادوا أن يمحوها عن صدر الملك حتى لا تشغل له بالا .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية