السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل يمكن أن يوجد تكيس بالمبايض مع عدم ظهور أي أعراض لذلك؟ وهل يمكن أن تتغير نتائج تحليل الهرمونات قبل وبعد الإجهاض؟ وما مدى تأثير القلق والتوتر والاكتئاب على حدوث الحمل؟!
وجزاكم الله كل خير.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل يمكن أن يوجد تكيس بالمبايض مع عدم ظهور أي أعراض لذلك؟ وهل يمكن أن تتغير نتائج تحليل الهرمونات قبل وبعد الإجهاض؟ وما مدى تأثير القلق والتوتر والاكتئاب على حدوث الحمل؟!
وجزاكم الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سماح عبد التواب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن تكيس المبايض هو مرض أو باللغة الطبية "متلازمة" تطلق على حالة تجتمع فيها عدة أمور، لذلك فهو لا يشخص فقط بالتصوير التلفزيوني، ولذا يمكن أن يكون في المبايض تكيسا سليما لا يؤدي إلى أية أعراض بالدورة، أي لا يسبب اضطرابات هرمونية في الجسم ولا يقود إلى أية أعراض سريرية، مثل تباعد في الدورة وغزارتها، أو أعراض زيادة في هرمونات الذكورة، فعند ملاحظة وجود تكيسات على المبيض بالتصوير ولكن السيدة لا تشكو من أية مشاكل في الدورة ولا تأخير في الحمل وكانت الهرمونات لديها منتظمة فالحالة لا تسمى متلازمة أو حالة تكيس المبايض، وهذا أمر هام جدا لأنه كثيرا ما يحدث اللبس في التشخيص، في مثل هذه الحالات السليمة والطبيعية.
وقد تتغير بعض الهرمونات في الجسم بعد حدوث الحمل والإجهاض، ولكن وفي الحالة الطبيعية كل التغيرات تعود إلى مستواها الطبيعي بعد مرور ستة أسابيع على حدوث الإجهاض وهي تعادل تقريبا مدة النفاس الطبيعي وإن بقيت بعض الهرمونات مضطربة فذلك يكون ليس بسبب الإجهاض نفسه ولكن بسبب أن جسم السيدة لديه الاستعداد أصلا لحدوث مثل هذا الاضطراب حتى لو لم يحدث لها الإجهاض. أي: لديها حالة تحت سريرية من الاضطراب ظهرت في ظرف معين من الشدة أو الضغط النفسي، وبالطبع فإن الإجهاض يؤدي إلى ضغط نفسي.
وإن الاكتئاب والقلق والضغوط النفسية بكل أشكالها تشكل عاملا مهما في ظهور كثير من الاضطرابات في الجسم ومنها الاضطرابات الهرمونية عند من لديه أو لديها الاستعداد الكامن أو الوراثي في الجسم ولكن ليس عند كل الناس، وهذا ما أثبته العلم الحديث حاليا، فقد يعيش الإنسان وهو لديه استعداد كامن للمرض أو الاضطراب حياة عادية طبيعية لا يعاني فيها من أي اضطراب هرموني طالما أنه لم يتعرض للضغوط النفسية الشديدة، ولكن إن تعرض لمثل هذه الضغوط وخاصة عندما لا يستطيع التعامل معها بشكل متوازن وايجابي فستظهر لديه بعض الاضطرابات التي أصلا كانت كامنة ولا يعرف بها.
من هنا بدأت الأبحاث والتوجهات الحديثة في التعامل مع الأمراض بكل أنواعها حيث تبدأ بالتأكيد على كيفية التعامل بإيجابية مع الضغوط والشدات النفسية.
ومن عظمة ديننا الحنيف أنه وضح لنا هذه الأمور حتى قبل هذه الأبحاث العلمية كلها، وعلمنا أنه في ذكر الله عز وجل وفي قراءة القرآن طمأنينة كافية للنفوس والقلوب تبعد عنها الأمراض النفسية بكل أشكالها، نسأل الله عز وجل أن يديم عليك الصحة والعافية.
وبالله التوفيق.