التردد الذهني وتشتت الأفكار عند تدوينها

0 461

السؤال

السلام عليكم
حضرة الدكتور ،،،
أنا إنسانة صاحبة أفكار مبدعة وجديدة على الساحة التي قد سجلت بها منذ أكثر من سنة؛ ولكني حين أريد كتابة أي موضوع لا أستطيع حتى أن أبدأ بالمقدمة، كل الأفكار التي في ذهني تتشتت وتتلاشى.
مع أنني قبل أن أبدأ في الكتابة أسهب مع نفسي في عرض الأفكار، وأبدأ أتحدث مع نفسي، وأكتب في مخيلتي موضوعا كاملا؛ ولكن حين أجلس لأكتب ينتابني شيء لا أعرف كيف أصفه مما يجعل أفكاري كلها تطير، ويصاحبه شيء من الخوف لا أدري ربما من الفشل، والغريب أني إذا أردت أن أتحدى نفسي أستغرق في الموضوع قرابة أربعة إلى السبعة أيام في صراع مع نفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / هيفاء       حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كم هو جميل أن تكون لك أفكار مبدعة وجديدة؛ وظاهرة تلاشي وتشتت وتطاير الأفكار عند الشروع في الكتابة تعتبر طبيعية إلى حد كبير لمعظم الكتاب في بداياتهم، ونذكر جميعا أن الكثير من الطلاب حتى في المراحل الجامعية تتشتت أفكارهم، ويحسون بفراغ ذهني في بداية الامتحانات رغم إعدادهم الجيد لها؛ لكن بعد فترة وجيزة يستطيع الواحد منهم طرح أفكاره ؛وأجوبته بصورة ممتازة.

القلق يعتبر طاقة نفسية طبيعية، وإيجابية ومطلوبة للدخول في أي عمل وإنجازه بصورة إيجابية، ولكن يجب أن لا نسمح للقلق بأن يكون مطلقا، ويسيطر على كياننا، ويعطل طاقاتنا الفكرية، والإبداعية، ويكون ذلك عن طريق تحديد الأولويات والأسبقيات والثقة بالنفس والذات، وممارسة بعض التمارين الإسترخاء.

أنت محتاجة لأن تعلمي أنك قد تخطيتي العقبة الأكبر ما دمت مبدعة ولديك الأفكار فقط عليك تجنب الإسراف في التفكير قبل بداية الكتابة، حتى لا تتحول أفكارك إلى أحلام يقظة تبدأ في التطاير والتشتت، ويمكن بداية الكتابة بمواضيع قصيرة ومحددة، وأن تضعي الخطوط العريضة لهذه المواضيع أولا؛ على أن لا تتعدى النقاط الهامة والعريضة اثنين أو ثلاثة؛ ولك أيضا أن تصطحبي معك القلم والكراسة وتدوني بها فورا الفكرة التي تأتيك.

من الأشياء التي أراها مفيدة أيضا بالنسبة لك أن تسجلي أولا أفكارك على شريط تسجيل، ثم تستفيدي من هذا الشريط في كتابة أفكارك، من الأفيد أيضا حين تشرعين في الكتابة أن يكون ذلك في مكان توجد به المراجع المطلوبة؛ حيث يمكن لهذه المراجع أن تعمل على تثبيت وتنظيم أفكارك.

أرجو أيضا ممارسة تمارين الاسترخاء، ومن أبسط أنواعها الإستلقاء في مكان هادئ، مع غمض العينين وأخذ شهيق لمدة ثلاثين ثانية، يعقبه أيضا زفير ببطء ولمدة مماثلة، ويكون الفم مفتوحا قليلا، مع التأمل في عضلات الجسم من القدم إلى الرأس والعمل على استرخائها؛ ويمكن تكرار ذلك ثلاث أو أربع مرات.

أرجو أن تبعدي من مخيلتك الخوف من الفشل، لأنه هو الذي يولد الفشل، فأنت ناجحة جدا بكل المقاييس حسب ما أرى... وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات