السؤال
هذا الصيف اُصبت بنوبة هلع بعد أن راودتني فكرة بأني سأُجن، وبدون علمٍ مني كانت الفكرة، واستحوذت على تفكيري، وأصبحت أشعر بأحاسيس غريبة في عقلي، وتظل فكرة الجنون تتردد في عقلي.
أصبحت أراقب أفكاري كثيراً، وعقلي وحواسي رغم أني لم أكن أفعل ذلك سابقاً، وذلك خوفاً من أن أبدأ بالهلوسة السمعية والبصرية، كنت أشكك أحياناً في بعض الأصوات أو الأشياء، وأسأل عائلتي محاولةً أن أتأكد أن تلك الأشياء حقيقية، وأني لا أهلوس، وما إلى ذلك.
لقد كان الهلع يختلف من يوم إلى آخر، وكنت أنهار من كثرة الأفكار والخوف في بعض الأحيان، أحاول إقناع ذاتي بأن تلك الأحاسيس والأفكار مجرد أوهام لأني أقوم بمراقبة ذاتي، ولكن لا فائدة، أصبحت أفكر بأني أفقد السيطرة، وبأني لا أستطيع استيعاب أي شيء، ومن الممكن أن أقوم بإيذاء شخصٍ ما إن فقدت وعيي، وأصبحت غير عاقلة!
أصبحت هذه الوساوس تراودني، وعندما أفكر أني من الممكن أن أفقد وعيي، وأؤذي شخصاً ما كنت أشعر بأني يدي ترتعش، وأحاول الابتعاد عن أي شيء، يمكن أن يكون مصدر أذى، وتوهمت أعراضاً أخرى، مثل أني لا أفهم شيئاً، وأني أفقد قدرتي على التفكير، أو الاستيعاب، فأصبحت أراقب ذاتي أكثر.
لقد هدأت لفترة نحو شهر أو أكثر، وعادت المخاوف بسبب فكرة عشوائية عن أن الحياة غريبة حيث جاءت الفكرة فجأة.
أعلم أن هذا يدعى اضطراب الأنية، أو حالة من الاغتراب عن الواقع، وحاولت أن أتجاهل هذا الشعور، ولكني كنت أنهار في كل مرة؛ لأن كل شيء كان يبدو غريباً علي، فالأصوات، والكلام، والأماكن، والبيئة المحيطة بي.
علماً بأني رغم هذه الأعراض الوهمية أتعامل بشكلٍ طبيعي، ولم يتدن مستواي الدراسي، وصحتي جيدة أيضاً، ولكني أشعر بالانفصال، وكأني لست هنا، مثل الروبوت الذي يقوم بالمهام، وكأني شخص مُعافى، ويعيش على أكمل وجه، ولكن ما بداخل عقلي غير ذلك تماماً.
أنا شخصية قلقة، وحساسة نوعاً ما بسبب مواقف تعرضت لها منذ الطفولة، وتنمر، وما إلى ذلك، أصبحت أشعر أن الحياة عبء ثقيل، وأني عالقة في جسدي وعقلي، وذلك يشعرني بضغط، وخوف كبير؛ حيث إني لا أستطيع احتمال ذلك الكم من الخوف، والأفكار المتناقضة، والتافهة، ولكنها تسيطر علي!
لا أريد أن أكون هكذا للأبد، أشعر أنه لا أحد يصل به تفكيره لهذه الحالة، لذلك أشعر دائماً، وكأني تائهة، وفاقدة للعقل، رغم أني في كامل وعيي.