السؤال
السلام عليكم.
أشكركم على هذا الموقع الجميل، مشكلتي هي أني عندما أقرأ مقالة أو أي شيء، يصيبني شرود الذهن، أكون أقرؤها، وفجأة لا أعرف ماذا أقرأ، أرجع وأقرؤها مرة أخرى، كثيرا بهذه الأيام تصيبني، أو عندما أتحدث بموضوع معين أدخل بموضوع آخر، لا أعرف، ولكن بصفة مهنتي (محاسبة ومعلوماتية)، وعندما أقرأ شيئا وأفكر يصبح رأسي يؤلمني كثيرا.
أرجو منكم مساعدتي، وبماذا تصف حالتي هذه؟ هل يتوجب علي الذهاب إلى الدكتور للمعالجة؟ وما هي النصائح التي تقدمونها لي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذا النوع من الشرود الذهني وتشتت الأفكار، وعدم المقدرة على التركيز على موضوع واحد في نفس الوقت، هو حقيقة سمة من سمات القلق النفسي، وربما لا يظهر القلق في شكل توتر وعصبية واضطرابات في النوم كما يعتقد البعض، ولكن ربما يظهر في مثل هذه الصورة، وهي صورة الشرود الذهني.
أولا: نصيحتي الأولى لك هي أن تمارسي الرياضة، لقد وجد أن الرياضة فعالة جدا، وتساعد كثيرا في مثل هذه الحالات؛ لأنها تؤدي إلى تنشيط بعض الإفرازات الداخلية، خاصة بعض المواد الموجودة في الدماغ، والتي تسمى بـ(الإندرفينز" Endrophins) فإذن: هنالك أسس علمية لفائدة الرياضة في هذا السياق.
ثانيا: عليك أيضا بممارسة تمارين الاسترخاء، وهي تساعد في استرخاء العضلات، ومن ثم تساعد في استرخاء الإنسان من الناحية الوجدانية والنفسية، وهذا بالطبع ينعكس إيجابا على تركيزه.
هنالك عدة طرق للممارسة هذه التمارين، كما أنه توجد كتيبات وأشرطة في المكتبات المختلفة، أرجو الحصول على أحدها لممارسة هذه التمارين بالصورة الصحيحة.
ثالثا: عليك أن تتناولي كوب من الحليب الدافئ قبل النوم، هذا أيضا يساعد.
رابعا: عليك أن تبدئي بقراءة الموضوعات القصيرة؛ اقرئي موضوعا قصيرا مرة أو مرتين، ثم حاولي أن تسترجعي هذا الموضوع وتستذكريه وتكرريه مع نفسك، ثم بعد ذلك يمكنك أن تنتقلي إلى موضوع أطول.
خامسا: لابد أن تكون القراءة في مكان هادئ، ولابد أن تكوني مهيأة لها؛ بمعنى أنه لا تأتي القراءة وأنت في تفكيرك عدة أمور أو عدة أشياء لم تنجزيها.
سادسا: دائما من الأفضل أن يحدد الإنسان الوقت الذي سوف يقرأ فيها، والمدة التي سوف يستغرقها في القراءة، هذا أيضا شيء جيد؛ لأن تنظيم الوقت خاصة بالنسبة للاطلاع يجعل الإنسان أكثر تركيزا؛ لأن الإنسان يعلم مسبقا أنه متى يبدأ ومتى ينتهي.
سابعا: لقد وجد أن الحرص على قراءة القرآن الكريم وحفظه يساعد كثيرا في تحسين التركيز، وفي تقوية الذاكرة والقضاء على الأفكار الشاردة والمتشتتة.
وبالله التوفيق.