السؤال
السلام عليكم.
أقمت علاقات غير مشروعة مع أكثر من فتاة، إلا أن الله تاب علي، وحاليا أشعر بالندم الشديد تجاههن، ولا أستطيع الزواج منهن لأن أغلبهن لا يصلح، فكيف أكفر عن ذنبي؟!
وشكرا لكم.
السلام عليكم.
أقمت علاقات غير مشروعة مع أكثر من فتاة، إلا أن الله تاب علي، وحاليا أشعر بالندم الشديد تجاههن، ولا أستطيع الزواج منهن لأن أغلبهن لا يصلح، فكيف أكفر عن ذنبي؟!
وشكرا لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي أبو عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن التوبة الصادقة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وإذا ذكرك الشيطان بالماضي فجدد التوبة، واعلم أن هذا العدو لا يرضى بتوبتك، ونسأل الله أن يهدي الغافلين والغافلات وأن يلهمك رشدك، وأن يرفعك عنده درجات.
وأرجو أن تستر على نفسك وعليهن، ونسأل الله أن يتوب على الجميع، وتذكر أنه في تمام توبتك تخلصك من تلك الذكريات، وذلك بإبعاد كل ما يذكرك بأهل وأيام الغفلات.
ونحن في الحقيقة سعداء بهذا الشعور النبيل، ولا ننصحك بالارتباط بصاحبات الهوى إلا إذ تأكد لك توبتهن وأيقنت بثباتهن على الحق والتوبة، ووجدت مع ذلك ميلا في نفسك وارتياحا، وتأكدت من قدرتك على نسيان أخطاء الماضي، وكانت عندك قدرة على عدم محاكمتهن على تلك الصفحات السوداء.
ولا يخفى عليك أن الشرع لا يمنع تصحيح الخطأ إذا توفرت الشروط المذكورة أعلاه، بالإضافة إلى الرغبة الحقيقية في توفير العيش الكريم؛ لأن بعض الشباب يتزوج من صاحبات الهوى ليذيقها الويلات ويضربها ويسجنها ويسيء الظن بها، وهذا بلا شك ظلم وشر، وغالبا ما يكون سببا لعودتها للانحراف والعياذ بالله، وقد ظهر من قولك: (لا يصلحن) أن ثقتك فيهن مهزوزة، وعليه فخير لك ولهن الابتعاد، ونسأل الله أن يهيئ لك زوجة صالحة، تكون عونا لك على الخير وأن يهيئ لهن أزواجا صالحين يعاونوهن على الخير والثبات.
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، والبعد عن المعاصي، فإن للمعاصي شؤمها وثمارها المرة، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وهنيئا لك بهذه النفس اللوامة، وننصحك بأن تكثر من الحسنات الماحية، فإن الحسنات يذهبن السيئات.
وبالله التوفيق والسداد.