السؤال
أنا مقيم بقطر، وزوجتي وابني بمصر، وأنا دائم الخوف عليهم مما يحدث معهم، فهم مقيمون مع حماتي وهي من النوع الدائم المشاكل، فهذا يؤثر على زوجتي وولدي، وأنا محتار هل أترك عملي هنا وأعود إليهم مهما كانت النتائج -مع العلم أنني لا أملك أي عمل بمصر- أم أصبر على ما أنا فيه مع العلم أيضا أن زوجتي وابني ليس لهم مكان آخر غير بيت حماتي؟
أفيدوني أفادكم الله، وجزاكم الله عني وعن الجميع خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن عبد الرزاق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يربط على قلبك، وأن يرزقك الطمأنينة على زوجتك وولدك، وأن يحفظك وإياهما من كل مكروه وسوء، وأن يجمع بينكم على خير وأن يعينك على رعايتهم والإحسان إليهم.
وبخصوص ما ورد بسؤالك: فكما لا يخفى عليك أن الحق تبارك وتعالى قسم الأرزاق وقدر المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وأنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراده سبحانه جل شأنه، وأن مسألة الأرزاق بيد الله وحده كما قال سبحانه: ((إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين))[الذاريات:58] وشاء الله أن يوسع على بعض عباده لحكمة يعلمها جل شأنه، وضيق على البعض لحكمة كذلك، ووسط على البعض وفق علمه وحكمته وإرادته سبحانه الذي لا يسأل عما يفعل والذي يعلم خلقه ويعلم ما يصلحهم، وليس أمام العبد المؤمن إلا أن يأخذ بالأسباب ويدع النتائج إلى الله جل جلاله وحده، وأنت الآن ليس بمقدورك أن تعيش مع أهلك رغم حرصك الشديد على ذلك، فماذا أنت فاعل؟ لا تملك غير هذا، وما تركتهم إلا من أجل مصلحتهم، ولو كان بمقدورك إحضارهم للإقامة معك ما تأخرت لحظة، وهم يقيمون عند أمهم لأن حماتك هي أم زوجتك، وأعتقد أنه مهما كانت شدتها ومشاكلها فزوجتك ابنتها، والدابة الحيوان ترفع حافرها عن ولدها لئلا تؤذيه، بل وتضحي بحياتها من أجله، وما أعز من الولد إلا ولد الولد، فأرى ألا تشغل بالك كثيرا بهذا الموضوع، فهم أفضل من غيرهم بكثير وكثير، واجتهد أنت الآن في تحسين وضعك وإحضارهم للإقامة معك إن استطعت ذلك وإلا فلا تطيل الغربة عنهم؛ لأنهم في حاجة فطرية إليك حتى وإن كانوا في الجنة فانزل كل عام ولا تتأخر إن لم تستطع أن تحضرهم، وإحضارهم للإقامة معك أفضل من توفير الأموال لهم ولو أنفقت دخلك كله عليهم، وما دمت غير قادر على ذلك فلا تشغل بالك كثيرا بهم؛ لأنهم في يد أمينة، وأفضل من غيرهم آلاف المرات، وعليك بالدعاء لهم، واشكر الله أن يسر لك حماة ترعى أولادك في بيتها وقلبها، وكم أتمنى ألا تنسى حماتك من الدعاء والهدايا السنوية المعتبرة، وبالله التوفيق.