السؤال
أبي يبلغ من العمر 67 عاما، كانت أخلاقه حسنة وذو شخصية، إلا أنه أصبح لا يصلي وينظر إلى الفتيات ويعاكسهن، يتكلم كلام سيئا، حتى أني أصبحت لا أحترمه ولا أطيقه، ولا أكلمه كثيرا، مع العلم بأنني أصغر أولاده وعمري 28 عاما، وأصبح لا يشرفنا، مع العلم بأنه كان أستإذن.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الكريم/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أسأل الله العظيم أن يرزقك بر هذا الوالد، وأن يهديه لأحسن الأخلاق، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو سبحانه، وأن يحسن له ولنا الختام، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا وبعد:
فعليك يا بني أولا: باللجوء إلى الله والتوجه إليه فإنه الهادي إلى سواء السبيل، واجتهدوا في عزل هذا الوالد عن رفقة الشر، وأشرك والدتك وإخوانك الكبار في محاولات الإصلاح، وإذا شعر بأن جميع أهل البيت لا يرغبون في تصرفاته فإن هذا مما يعينه على العودة إلى رشده.
وأنت مطالب باحترام هذا الوالد والإحسان إليه والنصح له بالمعروف، وهذا ابتلاء فعليك بالصبر، ولا تيأس فسوف تتغير الأحوال بإذن الله.
وأرجو أن تبحثوا عن أسباب هذا التحول الذي حدث له، فقد تكون هناك أسباب مرضيه، وقد يكون السبب هم رفقاء السوء، كما أن الفراغ بعد العمل في مجال التعليم ربما أثر على بعض الناس خاصة، والمعلم يجتهد في أن يمثل قدوة حسنة بين طلابه حتى لا يفقد وظيفته واحترامه، وإذا لم يكن التدين والخلق الحسن نابع عن عقيدة، فإنه يصبح عرضة للزوال إذا فقد الرقيب أو فقد الثناء الحسن.
وعند دراسة شخصية هذا الوالد والنظر في المؤثرات الخارجية وعلاقتها بما يحدث، فسوف يسهل العلاج بإذن الله.
فإذا كانت شخصيته سمعية فقولوا: ماذا يكون موقفنا إذا سمع الناس بتعرضك للنساء وأنت الذي كنت بالأمس مربي للأجيال، وتخيل منظرك وأنت في هذا العمر وأنت تتعرض للجواري، ويمكن إيصال هذه النصحية عن طريق أحد زملاء المهنة يعني من المدرسين القدامى.
وليعلم هذا الأب أن تعرضه لأعراض الناس يضع عرض أسرته في دائرة الخطر، فالجزاء من جنس العمل، وإذا كان لا يرضى هذا لبناته وقريباته فكيف يرضاه لنساء المسلمين.
وأرجو أن تجتهدوا في دعوته بالمحافظة على الصلاة فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر وسلطوا عليه بعض الأخيار ليأخذوا بيده، وإذا كان الأعمام والأهل فيهم صلاح فهم أولى من غيرهم للقيام بهذا الدور، واحرصوا على عمارة المنزل بالقرآن والصلاة والأشرطة النافعة.
ونسأل الله الهداية للجميع.