السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب تعرفت على فتاة وأعجبت بها وأعجبت بي، وقررنا أن نتزوج، والآن نحن في فترة الخطوبة، وكل ما في الأمر أنه اتضح لي أشياء بعد الخطوبة، وبدأ الناس يذمون عائلتهم، وسمعت عنهم أشياء لا ترضيني، ووقعت هذه الفتاة في أخطاء مثل الوقوف مع شباب في أماكن الدراسة، وغيرها من هذه الأخطاء، مما أدى إلى تشويه سمعتها وسمعتي، وقد علم بها بعض أقربائي، وقد واجهت اعتراضات قوية بشأن هذا الموضوع، ومن أقرب الأقارب، وعندما حدثت هذه الأمور اقترحوا علي أن أفسخ الخطوبة، وعندما قابلتها اعترفت بخطئها وطلبت السماح وعدم الوقوع على هذه الأخطاء .
في الحقيقة لقد وقعت بين نارين، لا أستطيع أن أفسخ الخطوبة بعد هذا المشوار، ولا أستطيع أن أقنع أقاربي بعدم فسخها، وأنا غفرت لها كل ما فعلت، ووعدتني بأن لا تقع في مثل هذه الأخطاء، وأنا متأكد من نفسي أنني إن شاء الله سأردها إلى الطريق المستقيم، ولكن لا أستطيع العيش مع أقاربي وهم يعرفون هذا الأمر، ولا أستطيع أن أفسخ الخطوبة خوفا من أن يحدث لها أي مكروه وأكون سببا لذلك، ومع ذلك لا زلت أريدها .
أريدكم أن تتفهموا موقفي جيدا، أريد حلا يكون خيرا لي في ديني ودنياي .
أرجو الإجابة في أقرب وقت، قبل أن أتخذ قررا وموقفا لا أعرف نهايته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك! وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع! ونعتذر إليكم شديد الاعتذار عن تأخر الرد لظروف السفر والمرض! ونعدكم أن تكون أسرع مستقبلا إن شاء الله؛ فنلتمس منكم المعذرة والعفو!
ونسأله جل وعلا أن يوفقكم إلى كل خير، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يقدر لك الخير حيثما كان، وأن يرزقك الرضا به!.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فنظرة الناس إلى الزواج ليس على أنه علاقة بين شخصين فقط، وإنما هو ارتباط قبائل بقبائل، وأسر بأسر، وعائلات بعائلات، ولذلك وعلى سبيل المثال نجد أن غالب زيجات النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه كانت تقوية للروابط بين القبائل، وحشدا لها تحت هدف واحد، ودفعا لكثير من الحروب والويلات!
فلم يكن الهدف هو مجرد الزوجة فقط، وإنما عادة العرب أن ينسب الولد إلى خاله في خسته ونجابته وشجاعته، ولذلك كان العرب يحرصون عبر التاريخ على اختيار ذات الحسب والنسب والأصل الرفيع، ثم جاء الإسلام فأضاف إلى ذلك الدين، وجعله على رأس القائمة، ولم يغفل غيره مما تعارف عليه الناس.
بل إننا لنجد رجلا مثل الأسود الدؤلي - واضع أساس علم النحو والقواعد - يذكر لأبنائه أنه أحسن إليهم، وأكرمهم عندما تخير لهم أما من خيار العرب، فهذا أمر جرت مراعاته - أخي حسام - عبر التاريخ، وإلى يومك هذا، وهذا من حق أسرتك وأبنائك؛ فلا ينبغي لنا أن نتغافل عن هذا الأمر لمجرد أننا قد وعدنا وعدا، أو أعطينا كلمة، وإنما لابد من مراعاة حقوق الآخرين كذلك، فإذا كانت هذه الأخت ليست بهذا المستوى، فأنصح بالبحث عن غيرها بدلا من أن تفقد أهلك بسببها، وهي في نفس الوقت لا تستحق هذه التضحية.
وإن كان الذي يدور حولها مجرد شبهة لا أساس لها من الصحة، فأرى أن تقف معها، وأن تشرح لأهلك وجهة نظرك، فإن قبلوا، فهذا هو المطلوب، وإن رفضوا، فأرى أن تتركها كذلك، ما دمت لم تدخل بها، واعلم أن رضا الله من رضا الوالدين، وسخط الله من سخطهما، ولعل الله ببرك بأهلك أن يرزقك خيرا منها!
وبالله التوفيق!