السؤال
أنا فتاة -يعلم الله أني كنت ملتزمة، وأكره محادثة الشباب-، قد تخرجت من الجامعة، وتعرفت إلى موقع للزواج؛ رغبة مني في إكمال ديني -ويشهد الله على ذلك-، وكان الكثير يرسل إلي، ويطلبون محادثتي، وكنت أرفض وبشدة؛ مخافة من الله.
بعد فترة توظفت في بنك -وهو ليس إسلاميا-، في البداية أحسست بتأنيب الضمير، وأني أفعل حراما، وكم تمنيت ألا أقبل في الوظيفة، وكم استغربت عندما قبلت.
في كل يوم تزداد رغبتي في الزواج، وفي تكوين أسرة؛ فقد أصبح عمري 26 سنة، ولم أخطب؛ مع أني أتمتع بقدر من الجمال، والكل يشهد لأهلي بكرم الأخلاق، فاضطررت لقبول عرض أحدهم في موقع للزواج، وأن أحادثه بالهاتف؛ من أجل التفاهم، وأعطيته رقم موبايلي، ومرت مدة واختلفنا، ثم بحثت عن غيره، وهكذا، حتى إنني قد حادثت -تقريبا- عشرة أشخاص، ومعظمهم -والله- متدينون، وأحدهم يشتغل في الأوقاف، ولكنه متزوج.
أنا إلى الآن لم أتزوج، وما يؤنب ضميري: هو أني قد تعرفت إلى آخرهم -وهو مطلق-، وقد قال لي أنه بمجرد سماع صوتي يحس بشهوة غريبة نحوي، لم يحسها مع مطلقته -ويعلم الله أنه عندما يقول أي شيء يستثيره، أكفه عن ذلك-، إلى أن اندمجت معه في الحديث، وضعفت، ولكن -والله- لم ينل من شرفي شيئا، لكن بالهاتف فقط.
قد كرهت نفسي، وطلبت منه تركي، مع أنه قد حدث عمه عني من أجل الزواج، وقد اعترف لي أنه قبل حوالي 4 سنوات -عندما طلق زوجته- قد شرب الخمر؛ لنسيان ما كان فيه.
أنا الآن قد تركته، وأريد المغفرة من الله والتوبة، فأرجوك -أخي الكريم- لا تؤنب ضميري أكثر! وقل لي ما الذي أفعله؛ حتى يغفر الله لي ذنوبي! وهل تنصحني بتغيير رقم هاتفي؟ مع أن من كنت أحادثهم لا يتصلون بي. فماذا أفعل -أخي- ؟ فإني قد خنت الله، وأهلي الذين وثقوا بي!.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية! فأهلا وسهلا ومرحبا بك! وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع! ونعتذر شديد الاعتذار عن تأخر الرد؛ نظرا لظروف السفر والمرض! ونعدك أن نكون أسرع في المرات القادمة إن شاء الله!
نسأله - جل وعلا - أن يغفر لك! وأن يتوب عليك! وأن يرزقك زوجا صالحا مباركا يكون عونا لك على طاعة الله، وتنعمين معه بنعمة الأمن والأمان والسعادة الأسرية، والاستقرار النفسي!
بخصوص ما ورد برسالتك، فإن ما حدث لك حدث لكثير من الأخوات الطيبات أمثالك اللاتي ينقصهن العلم الشرعي، الذي به ينضبط سلوكهن، ويقل خطؤهن، فكم أتمنى أن يمن الله عليك، وعلى أخواتك المسلمات بحب طلب العلم الشرعي، وزيادة الرغبة في العلم والاطلاع، والحرص على السؤال عن كل ما أشكل صغيرا كان أو كبيرا! لأن هذا هو العصمة فعلا، والصون من الوقوع في مثل هذه التجارب المريرة!.
الحمد لله! لقد مرت تجربتك بقليل من الخسائر، وما زال أمامك فرصة عظيمة وثمينة لاستغلال بعض وقتك في طلب العلم الشرعي، الذي يصلك بالله، ويقوي لديك الخشية منه، والحرص على مرضاته، وفي نفس الوقت يوفر لك الحماية من نفسك، ومن الذئاب البشرية التي تحرص على هتك عرض المسلمات العفيفات اللواتي لا يدركن خطورة ما يقدمن عليه، حتى يقعن في الشباك!
بخصوص ما ورد برسالتك، فأرى - فعلا - أن تغيري رقم هاتفك، وأن تتوقفي تماما عن الدخول إلى تلك المواقع، وأن تفتحي صفحة جديدة مع الله، وأن تضعي لنفسك برنامجا لطلب العلم الشرعي، وأن تربطي نفسك ببعض البرامج الدعوية، وأن تبحثي لك عن أخوات صالحات تقضين معهن أوقات فراغك، وعن طريقهن قد ييسر الله لك الزوج الصالح الذي تنشدينه.
عليك بالدعاء والإلحاح على الله أن يمن الله عليك بالزوج الصالح! وأكثري من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بنية أن يغفر الله لك! وأن يقضي حاجتك! واعلمي أن الله يفرح بتوبة العبد الراجع إليه؛ فابشري بخير! وأقبلي على مولاك الذي يحبك، ويفرح بعودتك إليه!.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والتوبة والزوج الصالح!
وبالله التوفيق!