فضل الصبر والوسائل المعينة عليه

0 618

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أنا بالفعل تعب من الحياة، وقد أثقلت علي المصائب من كل حدب وصوب، فهل هناك من شيء يعينني على الصبر؟ فهلا نصحتموني بآية قرآنية أو حديث أو دعاء لكي أنام قرير العين التي اعتادت السهر لأشهر، أو موعظة قد تشفي الغليل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Kaffelito حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فعجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير؛ وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، وإن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب عبدا ابتلاه، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فعليه السخط.

وما أعطي المؤمن عطاء أوسع ولا أفضل من الصبر فهو نصف الإيمان، وقد وعد الله الصابرين أجرا بغير حساب فقال سبحانه: ((إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب))[الزمر:10]، والصبر هو حبس النفس على ما تكره، وبالصبر ينال الإنسان السعادة ويبلغ ما يريد وأحسن من قال:

ألا بالصبر تبلغ ما تريد *** وبالتقوى يلين لك الحديد

ولا تنال الإمامة في الدين إلا بالصبر واليقين، قال تعالى: ((وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون))[السجدة:24]، ومما يعين الإنسان على الصبر ما يلي:

1- الإيمان بالله والرضا بقضائه وقدره.
2- معرفة عاقبة الصبر وثواب الصابرين.
3- النظر إلى حال أهل البلاء، والنظر إلى من هم أسفل منا في أمور الدنيا، فإن الإنسان يعزي نفسه بالتفكر في أحوال المصابين وما أكثرهم!.
4- تذكر مصاب الأمة بفقد النبي صلى الله عليه وسلم.
5- شكر الله من خلال المصائب، وذلك بالنظر إلى اعتبارات أربعة:

أولا : أن المصائب لم تكن أكبر مما كانت، ولابد لمن قطعت يده أن يحمد الذي سلم له رقبته.

ثانيا : أنها لم تكن في الدين، فكل مصيبة لا تصيب دين الإنسان فهي هينة.

ثالثا : أن الله يكتب لك أجرها، وإذا تذكر المؤمن لذة الثواب نسي ما يجد من آلام.

رابعا : أن الله صبرك عليها.

هكذا كان السلف يشكرون الله حتى من خلال المصائب التي تنزل عليهم.

6- أن يشعر المسلم أنه عبد لله، وأن سعادته في الرضا بقضاء الله وقدره.
7- أن يشعر ويوقن أن كل شيء بقضاء وقدر وأنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده سبحانه.
8- التفكر في أحوال أهل البلاء، وقراءة سير الأنبياء.
9- معرفة حقيقة الدنيا التي جبلت على الكدر والنقص وأنه لا راحة لمؤمن حتى يلقى الله، فالدنيا هي سجن المؤمن، وقد قيل للإمام أحمد رحمة الله عليه متى الراحة؟ فقال: عند أول قدم يضعها الإنسان في الجنة.
10- معرفة قصر مدة الإقامة في الدنيا، وتذكر أن الغمسة الواحدة في الجنة تنسي الأتعاب والشقاء.
11- تكلف الصبر وتكرار المحاولة (ومن يتصبر يصبره الله).

والله ولي التوفيق والسداد!

مواد ذات صلة

الاستشارات