فتاة تعرفت على شاب سيئ عبر النت وتركته ولكنه ما زال يؤذيها.

0 396

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

أما بعد، لم ألجأ إليكم إلا بعد أن أحسست أن الدنيا أصبحت سوداء في عيني، لقد تعرفت على شاب عن طريق الإنترنت، ثم تطورت العلاقة، وأصبحت بالمكالمات، وهكذا كنت أثق فيه ثقة عمياء، وكنت أخبره كل شيء عن حياتي وعائلتي، لم أكن أخفي عنه شيئا، المهم دامت علاقتنا 4 سنوات، ولكنه في السنة الأخيرة تغير فجأة، ولم أعرف ماذا به، ثم أخبرني أنه تزوج وأن لديه بنتا منذ سنة ونصف، ثم ابتعدت عنه رغم أنه كان يحلف ويصر أنه يحبني، وأنه غلط وإلخ.

لكنني فضلت الابتعاد، ومنذ ذلك اليوم وهو يضايقني ويفتعل لي مشكلات، حتى أنه يخبرني بكلام سيئ عن أختي وعن بنت عمي، حتى أنه أخبرني أنه على علاقة مع بنت عمي، وكل هذا وأنا لا أعيره اهتماما، رغم أنه زرع الشكوك، وجعلني أكره الحياة، لكنه استغل إخباري له بكل تفاصيل حياتنا، وأنا إلى الآن لم أستطع إخراجه من حياتي، فهو شاب سيئ الخلق، فما العمل ؟ فأنا لم أعد أحتمل أكثر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ALIA حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يثبتك ويسدد خطاك.

فاحمدي الله الذي أنقذك، وستر عليك خلال تلك السنوات، وتوجهي إلى الرحيم غافر الذنوب، واعلمي أنه سبحانه يمهل ولا يهمل، وراقبيه في السر والعلن، واشكري ما أولاك من النعم، واجعلي شكرك لله عملا بطاعته، وتمسكا بشريعته، وتوبي إلى الله توبة نصوحا، فإن التوبة تمحو ما قبلها، وعليك باللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، ويكشف السوء، وعليك بالصبر، فإن عاقبته محمودة، وأغلقي كل الأبواب مع هذا الشرير الخائن. واعلمي أنه جبان ضعيف لن يستطيع أن يضرك بشيء، وثقي بأن الإهمال علاج لأمثال هؤلاء وأحسني الظن بأخواتك وبنات عمومتك، ولا تشهدي إلا بما تيقنت، وحذار من تتبع العورات، ولا تصدقي الخائن الكذاب فإنه اعتاد على الإفك والنفاق، وسوف يسلط الله على عرضه من يؤذيه، فإن الجزاء جنس من العمل، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.

وحتى يخرج هذا السفيه من حياتك، لابد أن تغيري حياتك، وتتوبي إلى ربك، وأظهري لأهلك طاعتك لربك، وأبشري فإن الله تبارك وتعالى يقول: (( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ))[طه:82]، وإذا علم الله منك صدق التوبة صرف عنك كيد الخائنين.

وأرجو أن تحفظي أسرار بيتك واستري على نفسك، ولا تخبري بما حصل لك أحدا من الناس، وتخلصي من آثار تلك العلاقات، فإن من تمام التوبة أن يتخلص الإنسان من كل ما يذكره بالأيام السوداء، وحاولي إخراج هذا الجهاز من حجرتك وإن كان لابد منه، فأرجو أن يكون في صالة مفتوحة، وراقبي الذي يعلم السر وأخفى.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات