السؤال
السلام عليكم يا دكتور.
أنا شاب عمري (18) سنة، أنا مشكلتي مع أبي أنه يحب أن يعتمد علي كثيرا، يعني: كل ساعة يناديني ويجعلني أروح وأجيء معه وألبي طلباته الكثيرة، وبرغم هذا يوجد لدي (5) إخوان منهم (3) إخوان أكبر مني لا يعتمد عليهم مثلي.
أنا تعبت من هذا الحرص -والله- حتى شبابي ما هنئت به.
وبعض الأحيان يوقظني من نومي لأشياء تافهة، ويحب أن يفرق بيني وبين إخواني.
وحتى لا يريدني أن أخرج من البيت ولا يريد أن يكون لدي أصدقاء أذهب معهم، ويكره أن أخرج للشارع وحدي ويعتبرني صغيرا، ولا يريدني أن ألعب خارج البيت.
والله -يا دكتور- صارت حياتي كلها نت في نت، وحتى الأصحاب ما عندي؛ لأني ذو شخصية خجولة لا أستطيع أن أكون أصحابا، صارت شخصيتي في النت ذات جرأة وحكمة، وشخصيتي أمام الناس شخصية ضعيفة جدا.
وبرغم هذا لا أستطيع أن أرفض له أي طلب لأني شخصية خجولة ولا أستطيع مواجهة الناس، وطوال يومي أعيش في قلق وكآبة وخوف.
والله -يا دكتور- خائف أني أعيش مستقبلي وأنا هكذا.
والسلام عليكم يا أجمل دكتور.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،:
فإنه شرف للإنسان أن يكون خادما لوالده حريصا على طاعته، وأنت مأجور على صبرك على ما يحصل لك، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يصلح حالنا وحالك، ولا شك أننا نتفهم الوضع الذي أنت فيه، ونتمنى أن تفتح لنفسك أبوابا للعلاقات من خلال المسجد والمدرسة أو الجامعة، وأن تحاول أن تثبت لوالدك أنك مكان الثقة.
ومن المفيد لك ولنا معرفة أسباب تلك الشفقة الزائدة، هل لأنك الأصغر، أم لأنك الأبر الأصلح؟ وهل حصل هذا النوع من الحرص الزائد على أحد إخوانك من قبلك؟ وما هو رأي الوالدة وبقية أفراد الأسرة؟ وهل إخوانك راضون بالعلاقة الخاصة بينك وبين الوالد؟ وهل حصل أن ناقشت الوالد؟ وماذا كان رده؟ وما هو شعوره إذا لم يجدك معه؟ كل هذه الأسئلة نتمنى أن تصلنا عنها إجابات حتى نستطيع أن نصل معك إلى الحلول المناسبة بحول الله وقوته.
ونحن نتمنى أن توفق بين رغبات الوالد وبين مصلحتك كشاب، وأرجو أن تثبت للجميع أنك قادر على بناء علاقات ناجحة مع الصالحين؛ لأن العلاقة مع غير الصالحين وبال وعار، وأفضل منها البعد والجلوس في المنزل، وربما كان ينبع حرص الوالد الزائد وخوفه عليك من علمه بفساد كثير من العلاقات، ومع ذلك فنحن لا نوافق على الأسلوب؛ لأن الخطأ لا يعالج بالخطأ.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وسوف نكون سعداء بتواصلك، ونحن نتفاءل خيرا باستشارتك، لأنها دليل على وعيك وفهمك للمشكلة، وهذا الشعور هو أول وأهم خطوات العلاج، ومرحبا بك مجددا في موقعك بين آباء وإخوان يسعدهم أن يكونوا في خدمة الشباب الأفاضل من أمثالك، ونسأل الله أن يسدد خطاك وأن يوفقك ويتولاك، وبالله التوفيق والسداد.