السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ 5 سنين أتاني تنميل في الوجه، لكني لم أعط الأمر أهمية، وقبل 3 سنين أتاني التنميل لكن مع رجفة شديدة، وبعدها بشهر أتاني تنميل في الوجه ثم باقي جسمي، فشل لساني عن الحركة، وجميع أطرافي، لم أعد أستطيع الحركة، استمر هذا الشيء لساعة ثم ذهب، وأنا في طريقي للمستشفى ثم عاد إلي في المستشفى، بل أشد من الأول، واستمر الوضع ساعتين وأنا متيبسة تماما، وقد عملت الفحوصات اللازمة لكن دون جدوى، عملت أشعة رنين وأتت النتيجة سليمة، ولله الحمد.
مر على مرضي خمس سنين ولم تعاودني تلك الحالة، ولكن التنميل لا يتوقف، فأنا أتعجب أحيانا من تنميل اللسان واللثة، وسقف الحلق.
أعجز عن النوم بسبب كهرباء فظيعة تمر من خلال رأسي، وحينما قلت للطبيب عن أعراضي التي نسيت نصفها مع مرور الوقت قال لي: نفسية! وأحس أحيانا بشيء ينبض وهو يتنقل من مكان لآخر، ورعشة مستمرة.
خلاصة القول: أنني سئمت هذا الوضع، ولا أحد يحس بما أمر به ويقولون لي: أنت تتوهمين!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / جميلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فواضح من سؤالك مدى التشاؤم الذي وصلته؛ حيث أن الأعراض تعاودك منذ 5 سنوات، وليس هناك تفسير لها حتى الآن، وفي الطب نحاول أن نحلل الأعراض عندما يكون هناك مشكلة صعبة التفسير، وخاصة عندما يكون الأمر متعلقا بأعراض صعبة التفسير ولا يكون هناك تفسير تشريحي للأعراض.
فالأعراض التي تشكو منها لها علاقة بالجهاز العصبي؛ لأن التنميل في الوجه والتنميل في اللسان، كلها من أعراض أمراض الجهاز العصبي، وعندما يكون الأمر كذلك نحاول أن نصنف الأعراض، إما أن تكون المشكلة هي في الجهاز العصبي المركزى أي الدماغ والنخاع الشوكي أو في الأعصاب المحيطية أو الأعصاب القحفية، وكل واحد من هذه الأمراض يأخذ توزعا معينا من ناحية الأعراض، فالأعصاب القحفية التي تغذي اللسان، فإن هناك أعصابا من اليمين ومن اليسار، فإذا كان التنميل في أحد الطرفين جعلنا نفكر في التوزيع العصبي للعصب الذي يغذي هذا الإحساس، وبالتالي نعرف السبب.
إلا أنه عندما يكون التنميل في الطرفين وفي الوجه الذي يتغذي بعصب آخر، وفي الجسم الذي يغذيه أعصاب عديدة، فإننا نحاول أن نجد تفسيرا لها من خلال الأعصاب المحيطية، إلا أن هذا أيضا صعب التفسير عندك لربط هذه الأعراض، وخاصة أن الأمر بالنسبة لتنميل الجسم قد خف، وأن الطنين المعناطيسي للرأس كان طبيعيا؛ لذا وجد الطبيب صعوبة في وضع هذه الأعراض في قائمة الأمراض التي تعطي أعراضا قريبة.
ولذا فعندما لا نستطيع تفسير هذه الأعراض من الناحية التشريحية للأمراض العصبية المعرفة يبدأ التفكير في أن تكون الأعراض من منشأ نفسي، وهذا لا يعني أن الإنسان المصاب بهذه الأعراض مريض، وعنده مرض نفسي، وإنما الأعراض التي يشكو منها هي نوع مما يسمى بالأعراض الجسمية للعوامل النفسية، فمثلا الصداع الذي يأتي بعد التوتر والقلق، وآلام القولون العصبي التي تترافق أيضا مع الخوف والقلق.
أرى أن تتابعي مع طبيب الأمراض العصبية الذي يعالجك، فإن لم يكن طبيب أمراض عصبية، عليك بمراجعة طبيب مختص بالأمراض العصبية، فهو من يستطيع بعد فحص الطبيب، وإجراء بعض التحاليل التأكد من عدم وجود أسباب خفية لهذه الأعراض، كالتعرض لبعض الأدوية أو التعرض لبعض المواد السامة التي تسبب مثل هذه الأعراض.
والله الموفق.