تبت إلى الله، وأود نصيحتكم حول تأدية الحقوق لأهلها

0 28

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب كنت عاصيا لا أصلي، وكنت أسرق، ولكني الآن -والحمد لله- تبت، وقد التزمت بصلاتي، وتوقفت عن السرقة، وبعد توبتي تطاردني هموم الأموال التي سرقتها، علما بأني لا أستطيع إعادتها، لعدم توفر أي مورد مالي يكفي لاحتياجاتي الشخصية، فهل يوجد أي طريق لإعادة تلك الأموال بأي طريقة؟

مشكورين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيها الولد الحبيب- بين آبائك وإخوانك في استشارات إسلام ويب، ونحمد الله تعالى الذي وفقك للتوبة، ونسأل الله أن يتجاوز عنك.

اهتمامك -أيها الحبيب- بإرجاع الأموال إلى مالكيها اهتمام صحيح، وهو دليل -إن شاء الله- على صدقك في التوبة، فإن إرجاعك لها أمر لازم، سواء كنت قد سرقتها قبل البلوغ أو بعده.

أما إثم السرقة فإن كانت قد تمت السرقة بعد بلوغك فإن التوبة (بشروطها المعتبرة شرعا) تمحو ذلك الإثم، كما قال صلى الله عليه وسلم: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، وإن كانت السرقة قد تمت قبل بلوغك فلا إثم عليك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رفع القلم عن ثلاثة)، ومنهم (الصبي حتى يحتلم) أي حتى يبلغ.

لكن إرجاع هذه الأموال أمر لازم على كل حال بقدر الاستطاعة، فهي حقوق للعباد عليك، إما أن يسامحوك ويسقطوها عنك، إذا أمكنك أن تطلب منهم ذلك، وإما أن تردها إليهم، ولا يشترط في ردها لهم أن تخبرهم بأنك سرقتها منهم.

إن عجزت الآن عن رد هذه الأموال فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، فلا تحزن كثيرا، وأضمر في نفسك العزم الأكيد على رد هذه الأموال إلى أهلها أو ورثة من مات منهم حين تقدر على ذلك.

نرجو أن يعينك الله تعالى على قضاء ما عليك، فإن لم تقدر في الدنيا فنرجو الله تعالى أن يؤدي عنك لغرمائك حقهم، ويغفر لك.

نسأل الله تعالى أن يثبتك على الخير ويوفقك إليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات