نقص الأملاح وتأثيراته الوراثية على الأطفال

0 573

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اكتشفت أن خطيبي يعاني من نقص في الأملاح، وذلك بعد أربعة أشهر من الخطبة، ولا أعرف ما هي الأملاح التي يفتقر إليها، كل ما أعرفة وما رأيته بالأمس كثرة العرق الذي يسيل من وجهه وجسده، بالرغم من اعتدال الجو ليلا، وعندما سألته عن سبب سيلان العرق بشدة، أجابني بأنه عمل في الصباح لفترة طويلة، وفي جو حار، وهذا يسبب له نقصا في الأملاح، ويحعله يتعرق بشدة، فسبب لي هذا قلقا على أبنائي في المستقبل، فهل سيؤثر نقص الأملاح الذي يعاني منه على أبنائنا؟ وهل هناك حل لما يعاني منه؟ وهل في نقص الأملاح خطورة على حياة الإنسان؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حائرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الأملاح في الجسم هي مواد تعتبر مسؤولة عن حيوية وسلامة الجسم، ومعظم هذه المعادن يدخل في تركيب بعض الإنزيمات والهرمونات، وهي جزء أساسي وضروري وهام في الغذاء اليومي للإنسان.
وتشمل هذه الأملاح المعدنية: (الصوديوم، والبوتاسيوم، والكالسيوم، والكلور، والحديد، والكبريت، والمغنيسوسم، واليود، والفلور، والنحاس، والمنجنيز، والزنك، والكوبالت، والموليدنم)، إلا أن الناس تقصد بنقص الأملاح عادة نقص الصوديوم، والبوتاسيوم، والكلور؛ لأن هذه هي الأملاح التي تتأثر كثيرا مع التعرق والإسهال والجفاف، ونقص أو زيادة ماء الجسم، وهذه الأملاح الثلاثة مترابطة، ووظائفها في الجسم مترابطة ـ تدعيم وتنظيم الماء داخل الخلايا ـ تنظيم درجة الحموضة في الدم وسوائل الجسم الأخرى.

ملح الطعام مسؤول عن إفراز حمض الكلور في المعدة، والبوتاسيوم مسؤول عن الانقباض الطبيعي للعضلات، وخاصة عضلات القلب، ويعتبر الصوديوم وحده مسؤولا عن الامتصاص الطبيعي للسكريات بواسطة الأمعاء.

وما يشكو منه خطيبك هو كثرة التعرق، وهي قد تؤدي إلى نقص الأملاح، وليس العكس، وهناك الكثير من الناس من يشكو من هذه الحالة حتى في الطقس المعتدل أو حتى البارد، فإن تعرق بكثرة قد يفقد الصوديوم؛ ولذا فإن الإنسان إن كان يشكو من هذه الحالة فإنه يعرف متى ازداد التعرق أن يعوض ذلك بأن يتناول قليلا من ملح الطعام مع الماء.

وإذا نقص الصوديوم كثيرا ولم ينتبه له الإنسان، ولم يعوض هذا النقص، فقد يؤدي إلى الغيبوبة، إلا أن هذا أمر نادر، إلا أنه قبل أن يؤدي إلى الغيبوبة فإن الإنسان يشعر بالتعب والإرهاق، وأحيانا ضبابية في التفكير، وإن تطور أكثر فإنه يؤدي إلى الغيبوية.

وإن فرط التعرق البدئي - أي الذي لا يعرف سببه - وراثي في 50 % من الحالات، أي أن هناك شخص في العائلة عنده هذه الأعراض في هذه النسبة من المرضى، وهؤلاء قد يورثون ذلك إلى الأطفال.
والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات