سبب تزايد ضربات القلب عند الغضب أو القيام بأي مجهود

0 565

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحس بزيادة في ضربات القلب والتنفس عند القيام بمجهود أو الجري أو الغضب، وقد قمت منذ الأول من أغسطس عام 2010 الحالي بالذهاب إلى دكتور القلب، وعمل لي فحصا شاملا، وكان رسم القلب طبيعيا جدا ولله الحمد، وقال لي: إن الصمامات طبيعية، وتعمل بصورة طبيعية، ولا يوجد بها أي ارتجاع، وفحص الهرمونات سليمة، والضغط طبيعي، والسكر طبيعي، والهيموجلوبين وكرات الدم والأنيميا طبيعية، ولا يوجد أي شيء، والكلوسترول طبيعي أيضا، وكذلك وظائف الكبد والكلى طبيعية ولله الحمد.

وقام بعمل أشعة على الصدر والقلب، فظهر حجم القلب طبيعيا، وقام بعرض الأشعة على دكتور الصدر، وقال أيضا: إن الرئة سليمة، وقال: إن هذه المشكلة يمكن أن تكون بسبب التوتر، وكثرة التفكير والغضب، وعدم المشي، وممارسة الرياضة؛ حيث يجب تقوية عضلة القلب؛ لأنها عضلة أيضا، فهل يجب أن أقوم بعمل فحوصات أخرى حتى أطمئن أكثر أم أن ذلك طبيعي؟ حيث أني لا أقوم بممارسة الرياضة، وأغضب كثيرا، وأفكر كثيرا في مشاكل الحياة، وكذلك في الوضع الطبيعي عادي جدا، ولا توجد مشكلة في التنفس، وضربات القلب طبيعية، فهل أعمل فحوصات أخرى؟!
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الأدرينالين والنورادرينالين هما هرمونا الغضب، وإفراز هذا الهرمون يؤثر على ضربات القلب، فتضطرب، وتتسارع، وتتقلص معه عضلة القلب، ويزداد استهلاكها للأوكسجين، والغضب والانفعال يؤدي إلى رفع مستوى هذين الهرمونين في الدم، وبالتالي زيادة ضربات القلب، وقد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.

ولذلك ينصح الأطباء مرضاهم المصابين بارتفاع ضغط الدم أو ضيق الشرايين، أن يتجنبوا الانفعالات والغضب، وأن يبتعدوا عن مسبباته، وكذلك مرضى السكر؛ لأن الأدرينالين يزيد من سكر الدم.

والحمد لله أنه قد تم التأكد من عدم وجود أي مرض عضوي يسبب الأعراض، وقد اختبرت أنت ذلك بنفسك، فعندما تكون هادئا في الوضع الطبيعي فإنه لا يوجد أي مشكلة عندك، ولا يوجد أي مشكلة في التنفس أو ضربات القلب.

ويجب أن تعلم أن الازدياد الشديد للأدرينالين في الدم يؤدي إلى خروج كميات كبيرة من الماء من الجسم، بواسطة الإدرار البولي، كما يرتفع معدل الاستقلال الأساسي عند الغضب والتوتر؛ نتيجة لارتفاع الأدرينالين والشد العضلي.

وارتفاع الأدرينالين قد يؤدي لنوبات قلبية، أو موت الفجأة عند بعض الأشخاص المهيئين لذلك، نتيجة لارتفاع ضغط الدم، وارتفاع حاجة عضلة القلب للأكسجين، من جراء ازدياد سرعته، وقد يتسبب الغضب أيضا في النوبات والجلطات الدماغية لدى المصابين بارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين.

وكما تعلم فإنه من الأمور التي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاسترسال فيها هو الغضب، فقد يخرج الإنسان بسببه عن طوره، وربما جره إلى أمور لا تحمد عقباها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه (أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، فقال له عليه الصلاة والسلام مرارا: لا تغضب) رواه البخاري.

وبالإضافة عن النهي عن هذه الآفة، وبيان آثارها، بل بين الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم الوسائل والعلاجات التي يستعين بها الإنسان على التخفيف من حدة الغضب، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (علموا ويسروا ولا تعسروا، وإذا غضبت فاسكت، وإذا غضبت فاسكت، وإذا غضبت فاسكت) رواه الإمام أحمد.

ومن الأدوية الهامة التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم لعلاج الغضب، والتخفيف من حدته، وجاء الطب الحديث بتصديقها، أن يغير الإنسان الوضع الذي كان عليه حال الغضب، من القيام إلى القعود أو الاضطجاع، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع) رواه أبو داود، نسأل الله أن يذهب عنك ما تجد.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات