السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود أن أستشير حضرتكم بموضوع جد ضروري بالنسبة لي.
أود أن أخطب وأتزوج، وشاهدت بنات عديدات، وأنا الآن حائر؛ لأني شاهدت امرأة مناسبة لي متدينة، وخلقها حسن، ولكن قلبي لم يحس بشيء تجاهها، وشاهدت فتيات أخريات أقل تدينا وأخلاقا ولكن قلبي حبهن وارتاح لهن، فهل هذا نوع من الهوى؟ أرشدوني ماذا أعمل؟ وكيف أختار؟
وجزاكم الله عني كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن المرأة تنكح لجماله ولمالها ولحسبها ولدينها، ولكن التوجيه النبوي (فأظفر بذات الذين ترتب يداك)، وكل عيب يمكن أن يصلحه الدين ولكن فساد الدين هو المشكل، وقد أحسن من قال:
وكل كسر فإن الدين يجبره *** وما لكسر قناة الدين جبران
وعندما أراد الإمام أحمد - رحمه الله - أن يتزوج أرسل إحدى قريباته لتخطب له، فنظرت ثم قالت له: وجدت لك فتاتين: الأولى بارعة في جمالها، متوسطة في دينها، والثانية متدينة الدين، متوسطة الجمال، فقال الإمام: أريد صاحبة الدين، فتزوجها وعاش معها ثلاثين سنة، ثم قال يوم وفاتها: (والله ما اختلفنا في كلمة).
وأرجو أن تعلم -يا بني- أن الجمال الحقيقي هو جمال الدين، فإن جمال الجسم محدود، وجمال الروح بلا حدود، والجمال ظاهر وباطن، وجمال الباطن هو جمال الأخلاق والدين.
ولا يخفى على أمثالك أن الإسلام لا يرفض الجمال ولا المال ولا الحسب ولكن يجعل الدين هو الأساس؛ لأن الجمال بلا دين وبال ووبال، والمال بدون الدين نقمة وليس نعمة، والحسب بلا دين تكبر وعتو وغرور، وقد أحسن من قال:
لقد رفع الإسلام سلمان فارس ووضع الشرك الشريف أبا لهب
وأرجو أن تعلم أن الأنثى جميلة بأخلاقها ودينها وأسرتها وسمعتها، وإن مما يساعدك في حسم هذه المسألة رأي الوالدة والأخوات بعد أن تستخير رب الأرض والسموات، ولا تتزوج إلا عن قناعة وميل وقبول، وتذكر أن الحب من الرحمن، وأن البغض من الشيطان يريد أن يكره للناس الحلال.
ولست أدري كيف التزامك وتمسكك بدينك؛ لأن هذا له علاقة كبيرة؛ لأن الإنسان المتمسك بالدين يؤثر على زوجته غالبا، أما إذا كنت ضعيف الدين فخير لك أن تبحث عن صالحة دينة تعينك على التمسك والثبات، ولا تحكم على متبرجة؛ لأنها تظهر لك أجمل ما فيها بخلاف المتدينة التي تخفي محاسنها عن الناس ولا تظهرها إلا لزوجها الحلال.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وعليك أن تستخير وتستشير ثم توكل على الخالق القدير، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.