السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري الآن (34) سنة، قبل ست سنوات توقفت عن ممارسة الرياضة فازداد وزني لـ(80 كيلو)، علما أن طولي (163سم).
قبل أربع سنوات بعد أن زاد وزني لعبت كرة القدم على أرض صلبة ـ إزفلتية ـ مرتديا حذاء غير رياضي، وبعدها بيومين شعرت بآلام في قدمي الاثنتين خصوصا الخف والكعب.
واستمر الألم في الازدياد بشدة حتى راجعت الطبيب، فوصف لي مسكنا وأخذت إبرة موضعية في القدمين، فسكن الألم ثم عاد بعد أسبوعين فعدت وأخذت إبرة في كل قدم لمرتين آخريين، وكان الألم يعود بعد أسبوعين أو أكثر، فتركت الإبر وزاد الألم.
فراجعت طبيبا آخر وعملت أشعة ولم يذكر لي أي تشخيص معين سوى أنه التهاب .. فوصف لي مسكنات وعلاج طبيعي في المستشفى، استمريت عليه لأسبوعين وبدون فائدة.
فراجعت طبيبا آخر وعملت أشعة، فذكر أني أعاني من التهابات قد تكون مزمنة، ووصف لي حبوب سابوفين 600 وسلبريكس 200 مع مرهم روفيناك.
استمريت عليه لمدة أكثر من شهرين فانخفض الألم ولكن لحد معين، فراجعت الدكتور فطلب مني الاستمرار على نفس الحبوب، فاستمريت شهرا آخر ولكن لم يحصل تحسن فتوقفت عن تلك الحبوب (السليبريكس) بعد أن سمعت عن خطورتها على القلب، وبعد أن خفت من المضاعفات على الكلى والكبد.
الآن أمشي على أحذية ناعمة في كل مكان حتى في البيت، والألم لا يأتي حتى أمشي بدون حذاء أو على حذاء خشن ولي أربع سنوات على هذا الحال.
ما أود الاستفسار عنه:
* هل هناك تشخيص واضح لحالتي؟
* هل يجب أن أستمر على الحبوب المذكورة لفترة طويلة أو حبوب أخرى وكيف أضمن سلامة الكلى والكبد حينها؟
* هل هناك ما تنصحوني به من علاج طبيعي أقوم به في البيت أو وصفة طبية أستمر عليها؟
* هل حالتي مزمنة؟
أتمنى لكم التوفيق، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن ما تشكو منه يا أخ أحمد هو ما يسمى التهاب الرباط الأخمصي Plantar fasciitis )، وهو الرباط الذي يربط كعب القدم بقاعدتها ويتحمل ضغطا يساوي ضعفي وزن الجسم، والتهاب هذا الرباط من أكثر وأهم أسباب آلام الكعب الذي قد يتحول مع استمرار المشكلة من غير علاج إلى تكون تكلس وبروز مكان الالتهاب.
ويجب أن نتعرف على أسباب التهاب هذا الرباط حتى نتجنبها، ومن أهم أسباب التهاب هذا الرباط:
1- الوقوف لفترات طويلة وكثرة الأنشطة التي تتطلب الحركة الدائمة والمشي.
2- الوزن الزائد والبدانة فهي من العوامل التي تساهم في آلام الكعب الحادة، وتظهر أكثر عند الإنسان في منتصف العمر أو عند البالغين الذين يعانون من زيادة في الوزن.
3- الوزن الزائد المفاجئ مثل الحمل.
4- الزيادة المفاجئة في المشي أو القيام بممارسة أنشطة رياضية، قد تكون من العوامل المساهمة في التهاب الكعب.
5- الاضطرابات البيوميكانيكية (المشي غير الطبيعي).
6- الأنواع المختلفة من اضطرابات المفاصل مثل: الروماتويد.
7- تحمل حمل ثقيل.
8- قصر أو قلة مرونة عضلات الساق الخلفية.
9- زيادة تسطح - تفلطح - القدم أو ضعف الهيكل المثبت لقوس القدم الطبيعي.
10- استعمال الأحذية غير المريحة وعالية الكعب التي لا تحتوي على دعامة لقوس القدم أو وسادة للكعب، فقد أشارت بعض الدراسات إلى أن (85%) من آلام القدم سببها الاستخدام السيئ للأحذية أو الأحذية غير المريحة، أي أن يكون الحذاء قاسيا وواسعا عند الكعب عند الناس الذين يتطلب عملهم الوقوف أو المشي الطويل.
وأما عن الأعراض التي تشكو منها فهي الأعراض الاعتيادية لهذا المرض، وهي آلام في منطقة الكعب مع الخطوات الأولى في الصباح التي قد تتحسن خلال اليوم، لكنها تعود من جديد، وقد تستمر المشكلة إلى ستة أشهر مع العلاج، وقد تتحول إلى حالة مزمنة يصعب علاجها.
أما العلاج فإنه يكون بما يلي:
1- التقليل من الوقوف الطويل إلى حد كبير.
2- تخفيف الوزن فهو من العوامل الرئيسية في حل المشكلة على المدى البعيد والتقليل من فرصة تكرارها.
3- إراحة القدم من المشي الطويل والوقوف الطويل؛ حتى يخف الضغط على الكعب، وتقليل الحركة والأنشطة حتى يختفي الالتهاب.
4- انتعال الحذاء المناسب واستخدام الأحذية المريحة والمزودة بدعامة لقوس القدم ووسادة للكعب لتخفيف الضغط، والأنسب استخدام الأحذية الطبية الملائمة؛ فإن لذلك دورا كبيرا في تخفيف ألم باطن القدم، لذا يجب أن يتم اختيار الحذاء بكل عناية.
5- عدم المشي حافي القدمين في البيت، وإنما لبس المشاية من الإسفنج، ووضع وسادات أسفنجية كبطانة للحذاء، والتلبيسات الطبية اللينة داخل الأحذية Heel cup مثل القطع المطاطية في الحذاء (كعب مطاط) Shock-absorbing solesوالتي تدعى أحيانا: Viscoheel؛ ويوجد منها جاهز بالصيدليات لهذا الخصوص، وتسمى مخدة الكعب Rubber heel pad. فإن ذلك يساعد على امتصاص الصدمات عند المشي ويحمي المنطقة الملتهبة من الضغوط الشديدة.
6- التدليك بالماء: وهذا هو أفضل علاج على الإطلاق، بغمس القدمين ليلا بالتناوب بين الماء البارد والماء الساخن لعدة مرات، أي تغمس القدم في الماء البارد لمدة خمس دقائق ثم يعقبها الماء الساخن لمدة خمس دقائق أخرى، مع تكرار هذه الخطوات عدة مرات.. وهذه الطريقة تعطي تأثير المساج للقدم بتفتيح الأوعية الدموية وغلقها، وهناك طريقة أخرى للمساج أو التدليك: بدهان لوسيون مرطب على القدم قبل الذهاب للنوم كل ليلة.
7- عمل مساج (تدليك) باستعمال الإبهامين بحركة شبه دائرية على باطن القدم ابتداء من مقدمة القدم إلى الكعب قبل النهوض من السرير.
8- في الحالة الحادة يمكن وضع قطع ثلج تحت الكعب أو استعمال كمادات الثلج بعد نزع الحذاء ووضع القدم عليها لمدة عشر دقائق مرتين أو ثلاثة في اليوم، ويمكن استخدام الثلج بداخل منشفة لتخفيف الالتهاب لمدة تتراوح بين 5 – 15 دقيقة على منطقة الكعب.
9- قد يلزم استخدام الأدوية المضادة لالتهابات العظام والمفاصل. مثل الفولتارين أو بروكسين أو موبيك.
10- جلسات العلاج الطبيعي التي تساعد على تقليل شدة الالتهاب.
11- التمارين الطبيعية لأسفل القدم Plantar fasciitis exercises، وعمل تمرينات إطالة Stretching لعضلات الساق وأوتار القدم.
12- بعد المرحلة الأولى من العلاج سيكون الألم أخف في باطن القدم نتيجة تحسن الالتهابات، وعندئذ يمكن البدء ببعض التمارين، يمكن القيام بهذه التمارين ثلاث مرات باليوم، ومن المستحسن الاستمرار عليها كبرنامج يومي حتى بعد التحسن لتمنع حدوثها مرة أخرى وهي كالتالي:
- قف أمام الحائط مع وضع القدم المصابة في الخلف، ثم وجه أصابع القدم مباشرة باتجاه الحائط، وأبقي كعب القدم ملامسا للأرض، وأبقي الكاحل - رسغ القدم - في المنتصف والركبة ممدودة.
- مل بجسمك للأمام باتجاه الحائط، وستشعر بشد في أعلى عضلات الساق الخلفية.
- استمر في وضع الشد لمدة عشرين ثانية، وكرر ذلك ثلاث مرات، وقم بالتمرين ثلاث مرات يوميا.
ويمكن استخدام الأدوية المسكنة والمخففة للالتهاب ومنها: (الفولتارين 100 ملجم حبة واحدة يوميا بعد الطعام، وموبيك 15 ملجم، وتلكوتيل 20 ملجم) لعدة أسابيع حتى يختفي الألم وإن كانت الكلاوي عندك طبيعية فلا خوف منها لهذه الفترة.
وفي بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج فإنه يتم إعطاء حقنة كورتيزون موضعي وفي بعض الحالات نلجأ للعلاج الجراحي.
والله الموفق.