السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا على ما تقدمونه للناس.
عندي مشكلة بالبطن، وهي عندما أتناول الطعام أحس بأن هناك صوتا بالمعدة وألما ضعيفا، وتخرج مني غازات كثيرة، وليس ذلك مع كل أنواع الطعام، ولكن البعض فقط، ولا أعرف ما هو السبب لذلك، فما هو العلاج الطبيعي المناسب أو الدوائي؟
نرجو الإفادة، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن كان ما يحدث معك من أعراض يكون مترافقا مع تناول الحليب أو مشتقاته، فسببه نقص خميرة (إنزيم) سكر الحليب (اللاكتيز)، وهذا الإنزيم مسئول عن هضم سكر الحليب في الأمعاء، وتتواجد هذه الخميرة في الأمعاء الدقيقة، ومهمتها تحويل سكر اللاكتوز إلى سكر آخر يمكن أن تمتصه الأمعاء ليدخل الدم، ويؤدي نقص اللاكتيز إلى ظهور أعراض مزعجة عند المرضى، وتسمى الحالة عندها عدم تحمل سكر الحليب أو عدم تحمل اللاكتوز، وهو مرض منتشر، وتختلف حدته من شخص لآخر.
هناك نوع خلقي هو (عوز اللاكتيز الخلقي أو الولادي)، وتظهر أعراض المرض مبكرة بعد الولادة، وهناك النوع المكتسب، فيمكن للأمراض الهضمية وخاصة الإسهالات أن تسبب نقصا في إنزيم اللاكتيز، وهذا النقص بدوره يسبب عدم تحمل سكر اللاكتوز، وقد تتطور الأعراض بسرعة في بعض الحالات، وغالبا بشكل تدريجي وبطيء على مدى سنوات.
وأهم أعراض عدم تحمل اللاكتوز هي الأعراض التالية، والتي قد تظهر بعد ثلاثين دقيقة إلى ساعتين من تناول الحليب أو أي مواد تحتوي على سكر الحليب:
- الغثيان.
- المغص المعوي.
- الإحساس بانتفاخ في البطن نتيجة وجود الغازات في الأمعاء.
- الإسهال.
وللتأكد يعطى المريض على الريق مادة سائلة تحتوي على اللاكتوز، ومن ثم يجرى فحص للبراز على مدى الأربع والعشرين ساعة التالية، لتحري حمض اللبن والغلوكوز في البراز الذي تشكل في الأمعاء بسبب قيام الجراثيم المفيدة في الأمعاء بتحويل اللاكتوز غير المهضوم إلى هذا الحمض، وتعتمد المعالجة بشكل رئيسي على الحمية (تجنب الأطعمة والسوائل الحاوية على اللاكتوز)، وهناك دواء يسمى اللالكتيز يمكن استخدامه إن تم التشخيص.
فإن لم تكن الأعراض بعد تناول الحليب، وكانت تأتي بعد تناول الأطعمة البقولية والأطعمة التي تحتوي على التوابل، فقد يكون السبب هو القولون العصبي، ويعطي أعراضا مماثلة للأعراض التي تشكو منها، وتختلف الأغذية التي تسبب الأعراض في القولون العصبي من مريض لآخر، ولذا يفضل مراقبة وتتبع الأطعمة التي تسبب لك الأعراض، ومعرفة إن كان الحليب ومشتقاته هو السبب أو أطعمة أخرى، ومحاولة التقليل منها.
ولا يوجد علاج طبيعي لهذه المشكلة، أما العلاج الدوائي فإن كان السبب هو نقص خميرة اللاكتيز، فهذه الخميرة تباع في الصيدلية باسم لاكتاز، ويمكن تناولها عند تناول الحليب، أما إن كانت أطعمة أخرى، فيفضل التقليل منها أو تجنبها إن أمكن.
والله الموفق.