التخلص من التخيلات الجنسية عند النوم

0 914

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أعاني عند النوم من تخيلات، أتخيل ما يحدث بين الزوجين، ورغبة في إرضاع الأطفال، وفي أيام كثيرة لا أستطيع النوم قبل أن أتخيل، وأحيانا أقوم بمص ثديي، ولا أرتاح حتى أفعل هذا! وفي الصباح أكون حزينة من فعلي، مع أني لا أشاهد الأفلام ولا المسلسلات، وأحفظ القرآن، فكيف لي أن أفعل هذا الأمر؟

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بنت حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الكريمة وابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، بين آبائك وإخوانك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك، وتسكن إليه نفسك.

نحن نشكرك أيتها الكريمة لوقوفك عند حدود الله وامتناعك عن مشاهدة الأفلام والمسلسلات، وقد أصبت كل الصواب في هذا، فإن المناظر المحرمة لا تجر للقلب إلا الويلات والعناء كما قال القائل:

وكنت متى أرسلـت طرفك رائدا *** لقلبك يوما أتعبتـــك المناظـــر
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه *** ولا عن بعضه أنـــت صــابر

فالعين والأذن بريدان للقلب، إذا فتح الإنسان لهما المجال عادا على القلب بأنواع الضرر، ولهذا نحن نشد على يديك أولا على الثبات في هذا الطريق الذي أنت فيه، وهو حفظ النظر وحفظ الأذن من الاستماع والنظر إلى ما حرم الله سبحانه وتعالى، وفي هذا -إن شاء الله- سبب للحفظ والصيانة من الوقوع فيما حرم الله عز وجل مما يترتب على ذلك.

أما تفكيرك أيتها الكريمة قبل المنام فيما يحدث بين الزوجين فهو تفكير جبلي عادي، يحدث لكل شاب وشابة، ولكن نحن نصيحتنا لك أن تأخذي بالأسباب التي تبعد عنك هذا النوع من التخيلات أو تقللها على الأقل، فالنفس كما يقول علماء التربية: النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، وهذه التخيلات والأفكار إنما تعشعش وتنبت حيث تجد قلبا فارغا، فإذا وجدت الإنسان مشغولا انصرفت عنه.

ولذا نصيحتنا لك بأن تحاولي أن لا تأتي فراش النوم إلا بعد إعياء وجهد، يعني حاولي أن لا تستلقي على الفراش إلا في الوقت الذي تحتاجين فيه للنوم، وأن يسبق هذا النوم تعاطي الأسباب التي تؤدي بالإنسان إلى النوم السريع، من ذلك ومن أهمها: الوضوء قبل النوم، وأن تقومي بأداء بعض ركعات النوافل بقدر الاستطاعة، فإن هذا يؤدي إلى إجهاد البدن قليلا بحيث يشعر الإنسان بالحاجة إلى الاستلقاء والنوم مباشرة بعد ذلك.

ومنه الانشغال بالذكر قبل المنام، ومن ذلك أن تجعلي قراءة شيء تحبين قراءته، وتجعلي ذلك قبل النوم أيضا، فتحملي الكتاب أو نحو ذلك في يديك وقت المنام، فإن هذا إن شاء الله داع أيضا لاستجلاب النوم وغلبة النعاس، بحيث تنامين قبل أن تجدي فرصة للتفكر في هذا النوع من التخيلات.

إذا طرأت هذه التخيلات على ذهنك في بعض الأحيان أو نحو ذلك فإنه لا إثم عليك في ذلك إن شاء الله، ولا حرج عليك، لكن حاولي أن تتجنبي الاسترسال في هذه العادة الأخرى، وهي مسألة الرضاع من ثدييك، فإنها عادة قبيحة وقد تؤدي بك إلى أنواع من الأضرار والمخاطر، عليك بعد ذلك، فيجب أن تتجنبيها، وسبيل التجنب هو ما ذكرنا لك من الأخذ بالأسباب الدافعة لهذه الأفكار والتخيلات.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسر لك أمرك كله، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات