ما رأيكم بالزواج من امرأة ذات عرق مختلف عني؟

0 480

السؤال

السلام عليكم..

مشكلتي وسؤالي الذي ضقت به حتى تقدم بي العمر ولم أتزوج حتى الآن، تكمن في معضلة قد لا يعيشها الناس إلا في السودان أو ما شابهها، وهي أني كلما اخترت فتاة وقصدت خطبتها أو الزواج بها، تقفز إلى ذهني مشاكل عنصرية، وأبدأ في ملاحظة فارق اللون؛ حيث أني من أصل عربي، فكأنما أضيفت إلى محاذير الأخلاق والتدين البحث في عرق الزوجة، وهو ما كلفني كل هذا الوقت، وحتى إذا ما وجدتها مقبولة فإني أفاجأ بشكل أخيها أو أفراد أسرتها، فكم من واحدة تراءت لي صورة أخيها ونغصت عيشي، فأخشى أن أتزوج واحدة مثل هذه ولا أكون سعيدا، خاصة أني لا أستطيع تحمل نظرات أهلي الشامتة، كما أني لن أستطيع مواجهة العنصرية وتعديل قيم المجتمع الذي أعيش فيه، وكذلك أخشى أن يتقدم بي العمر أكثر.

هل أوقف اختياري على العنصر ولا أقيم وزنا للقيم والأخلاق والتدين؟ أم أتخلى عن عنصري الذي حفظته أجيالا وأتزوج كيفما اتفق؟ وعلي أن أبتعد عن أهلي ومحيطي كيلا تسمع ما يسوؤها - كما حدث لبعض أفراد العائلة - أو أن أصرف النظر عن الزواج نهائيا وهو أمر غير مستبعد؟

علما بأني لست آريا أو ابن باشوات، لكن مجتمعي مغلق، ومعارفي محدودة، وبالله عليكم لا تحدثوني عن التوفيق بين هذا وهذا دون أن توضحوا كيف يكون!

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن الناس لآدم، وآدم خلق من تراب، وأبو لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم لم ينفعه حسبه ولا نسبه ولا قربه من النبي صلى الله عليه وسلم حين كفر بالله، وقد أحسن من قال:

لقد رفع الإسلام سلمان فارس *** ووضع الشرك الشريف أبا لهب

ولست أدري لماذا لم تتزوج من بنات عمك أو بنات خالك أو من قبيلتك، فليس من المعقول أن لا تجد في كل قبيلتك من تناسبك، وننصحك بأن تكون واقعيا في مطالبك؛ لأنك لن تجد امرأة بلا عيوب، كما أنك لست بخال من العيوب:

من ذا الذي ما ساء قط **** ومن له الحسنى فقط

ولا يخفى على أمثالك أن الإنسان يتزوج باختياره وبقناعاته الخاصة، وهو بلا شك وحده الذي سيتزوج الفتاة، ولن يستفيد من وجهة نظر الآخرين وكلامهم، وأنت أعرف الناس بمن ستختار، فلا تترك قناعاتك الشخصية لأجل كلام الآخرين، واعلم أن كلام الناس لا يمكن أن ينتهي، وأن رضاهم غاية لا تدرك، والعاقل – يا أخي – يسعى لينال رضوان الله، وإذا رضي العظيم عن الإنسان أرضى عنه الناس، ويخطئ من يطلب رضوان الخلق، وإن كان ذلك يغضب الإله الحق، ومن يفعل ذلك تسخط عليه العظيم وأسخط عليه الناس؛ وذلك لأن (قلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها سبحانه).

وأرجو أن تترك التردد فالوقت يمضي، والإنسان يندم على كل يوم عاشه وهو أعزب، وليست العزوبة من الإسلام في شيء، وكان السلف يكرهون أن يبيت الواحد منهم وهو أعزب، فكانوا يتزوجون مباشرة بعد وفاة الزوجة، وكانوا يسارعون بتزويج الشباب والفتيات، وأمتنا لم تعرف مشكلة التأخر في الزواج إلا بعد فترة المستعمر البغيض الذي ترك لنا ثقافات سالبة تصادم ثوابتنا.

ونحن ندعوك للاستعجال في هذا الأمر، وخير البر عاجله، وإذا جاءك التردد فسارع إلى صلاة الاستخارة التي فيها طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، واترك كلام الناس جانبا فهم لا يعجبهم العجب.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، ونتمنى أن نسمع عنك الخير، ونكرر ترحيبنا بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يصلح حالنا وحالك.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات