السؤال
أسأل الله أن يبارك لكم في هذا الموقع العظيم.
لدي استشارة عن مشكلة أصبحت تعيقني، ولم أجد لها الدواء الشافي، وهي أنني لاحظت من صغري وأنا بعمر (14) أن لدي حالة بطء شديدة، ولم ألاحظ إلا بعد ما لاحظ الناس، ولا أتذكر بداية الحالة لأنني كنت لا أعلم بها.
أبلغ الآن (21) سنة، وما زالت الحالة مستمرة، وتشد الانتباه، مثلا عندما يكون لدي درس ويجب علي أن أسلمه في الوقت الفلاني، أبدأ وجميع من في الفصل في وقت واحد ولكن أكون آخر من يسلمه، وعمل الساعة يأخذ مني ساعتين أو أكثر!
لا أفهم سبب مشكلتي، مع أنني أقوم بعملي أحسن ما يكون، ولكن أشعر أنه ليس لدي التوازن الفكري، وبالي لا يهدأ، دائما مشغول، مما يجعلني أغضب وأتضايق كثيرا، تأتيني ملاحظات كثيرة من أناس أعرفهم وعلامات استفهام كثيرة حول حالتي، وحاولوا كثيرا نصحي بأن أتغير، حاولت كثيرا ولكن أشعر أنه ليس شيئا أتظاهر به أو شيئا في طبعي ليسهل علي تغييره، وإنما هو شيء ينبعث من داخلي يجعلني أتصرف هكذا، وبطئي ليس فقط في الحركة، وإنما في القراءة والفهم والتركيز، وأيضا في ضعف الذاكرة.
أتمنى من الله أن ألقى دوائي عندكم، لأعيش حياتي دون أن أخاف من الردود السلبية التي تأتيني تجاه حالتي، وأسأل الله لي ولكم العافية من كل بلاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهور الإيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
البطء في الأداء والتنفيذ قد يكون مرتبطا بالتردد أو التدقيق، وكلاهما من الحالات الوسواسية البسيطة، أعتقد أن نوعية البطء التي تعانين منها هي من هذه النوعية، أي نوع وسواسي، والذي يجعلني أصل إلى قناعة حول هذا التشخيص أنه قد سبب لك الكثير من القلق، ومن التوتر الداخلي، وأصبحت لديك تصورات سلبية حول مقدراتك.
أيتها الفاضل الكريمة: الحالة -إن شاء الله- حالة بسيطة، وتعالج بالتدرج.
أولا: يجب أن تضعي لنفسك واجبات معينة، ثلاثة أو أربعة واجبات يومية، وتحديد زمن معين لإنجازها، هذه الأشياء ليس من الضروري أن تكون متعلقة بالكتابة أو القراءة، مثلا إذا أردت أن ترتبي غرفتك قولي هذا لن يستغرق مني أكثر من عشر دقائق، ويجب أن تلتزمي بهذا الوقت.
ضعي لنفسك مثل وردا يوميا من القرآن، جزءا أو نصف جزء، عشرين إلى خمس وعشرين دقيقة تكفي تماما لقراءة جزء من القرآن لمن يجيد القراءة، حاولي أن تقرئي نصف جزء في ربع ساعة، دربي نفسك على ذلك بصفة يومية.
بعد ذلك حين تأتين لموضوع المذاكرة أو الكتابة في الامتحانات قومي بإجراء بعض التمارين، ضعي سؤالا أو سؤالين، أو تحصلي على هذه الأسئلة من امتحانات قديمة، وقومي بحلها، وقولي لنفسك أنا لن أزيد على الزمن المقرر، أو سوف أنتهي خلال خمس دقائق قبل الزمن المقرر، هذا في حد ذاته سوف يعطيك دافعية لتنتهي مع الزمن أو قبله، إذن الأمر كله يتعلق بتطبيق تمارين يومية، ولا تراقبي نفسك أبدا في جودة العمل الذي قمت بإنجازه، هذا مهم جدا، ركزي وأنجزي وتقيدي بالزمن، وهذا يكفي تماما، ولا تحدثي نفسك أنك لم تنجزي بالصورة الصحيحة.
ضعف الذاكرة غالبا ما يكون ناتجا من القلق؛ لأن القلق يؤدي إلى التشويش وإلى تطاير الأفكار، ويؤدي إلى التردد أيضا، لذا أعتقد أن الحاجة إلى العلاج الدوائي مطلوبة جدا في حالتك، وسوف أصف لك دواء - إن شاء الله تعالى - يساعد في إزالة القلق والتوتر وهذا السلوك الوسواسي والبطء في الانجاز.
الدواء المفضل يعرف باسم بروزاك (Prozac) والاسم العلمي هو فلوكستين (Fluoxetine)، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة هي (20) مليجرام، تناوليه يوميا بعد الأكل لمدة ستة أشهر، ثم اجعليها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
نسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد.