السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بدأت معاناتي بعد عمل ريجيم قاسي جدا، كان وزني (115) نقص إلى (88) خلال شهرين، بعدها أحسست بأعراض غريبة، صرت ما أقدر أنام إلا بصعوبة، وحتى لو نمت ما أحس براحة بعد القيام من النوم، وعدم تركيز، ودوخة، وحتى ذاكرتي لا أحس أنها مثل الأول، وغثيان، وأحس بعض الأحيان أن عيني فيها غشاوة، وأحس بتنميل في الأرجل، وما صرت أحس بمتعة في الحياة، يعني أخرج أتمشى ما أستمتع بالخرجة ولا التمشية، أمل بسرعة، ومزاجي سيئ طول الوقت، وبعض الأحيان أبكي.
قال لي الأطباء عندي اكتئاب! لكن كل شيء كان صالحا قبل الريجيم، وهناك أطباء باطنية نصحوني أذهب لطبيب تغذية، وعملت تحاليل الغدة الدرقية، وفيتامين (B12) طلعت سليمة، فما سبب الحالة؟ هل يوجد نقص في الفيتامينات أو الهرمونات؟ ولماذا الحالة ظهرت بعد الريجيم؟ وكيف أعرف أن هرموناتي وفيتاميناتي كلها صالحة؟ هل نقص الفيتامينات يسبب اكتئابا وعدم استمتاع بالحياة، ومشاكل بالنوم؟
وهل ثم تحاليل تنصحونني أعملها أو أدوية في علاج حالتي فنفسيتي متدهورة، وأنا في البيت مدة (3) شهور؟
أرجو المساعدة ولكم الأجر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإنه يعرف أن الحمية القاسية، والتي تؤدي إلى خفض شديد في الوزن خلال فترة قصيرة من الزمن تولد كثيرا من الديناميات الداخلية للجسم، وأقصد بذلك المكونات البيولوجية المختلفة للجسم، وهذا ربما ينتج عنه آثار نفسية سلبية تحدث للأشخاص الذين لديهم شيء من القابلية والاستعداد للقلق النفسي، وهنالك دراسات كثيرة جدا تشير إلى أن بعض الناس ليس لهم القدرة على التكيف أو التواؤم أو تحمل حتى الأحداث السعيدة، ناهيك عن هذا التغير الكبير في بعض الوظائف البيولوجية، والتي قد تكون نشأت من هذا الريجيم السريع الذي قمت به.
عموما لا أريدك أبدا أن تنظر لهذا الموضوع بتشاؤم، فإنقاص الوزن نفسه يعتبر إنجازا كبيرا بالنسبة لك، وهذا يجب أن يعطيك الدافعية للحفاظ على هذا الوزن.
الأعراض التي وصفتها من الناحية النفسية هي أعراض اكتئابية قلقية، أي أن هناك تداخلا بين أعراض الاكتئاب والقلق النفسي، وهذه حقيقة حالات شائعة ولا نعتبرها من الحالات النفسية الشديدة أو صعبة العلاج.
لا أعتقد أن هنالك نقصا معينا حدث لك في فيتامينات أو هرمونات، إنما التغير السريع في حد ذاته أفقد الجسم توازنه النفسي، أما بالنسبة للفيتامينات التي قد تسبب الاكتئاب النفسي، فنقص فيتامين (B12) ونقص حمض الفوليات، هي الفيتامينات الرئيسية التي ربما يؤدي ضعفها إلى شعور بعسر المزاج.
الهرمونات أهمها بالطبع هو هرمون الغدة الدرقية، انخفاضه قد يؤدي إلى الاكتئاب وزيادته قد تؤدي إلى شعور بالقلق، وهذه الهرمونات أنت قمت بفحصها، والحمد لله هي سليمة.
بالنسبة لمعرفة أن هرموناتك صحيحة وفيتاميناتك سليمة، هذا من خلال الفحص المختبري، وهو فحص بسيط جدا، وأنت قمت بهذا الفحص، وأهم هرمون هو هرمون (B12)، بقي فقط أن تتأكد من مستوى الدم؛ لأن ضعف الدم وفقره أو الأنيميا ربما تؤدي في حد ذاتها في بعض الأحيان إلى شعور بالاكتئاب النفسي.
أعتقد أن المنصوح هو أن تعيش حياتك طبيعية وعادية جدا، والأمر الثاني هو أن تمارس الرياضة بتدرج، والأمر الثالث هو أني أنصحك بتناول أحد الأدوية المضادة للاكئتاب، ومن أفضلها العقار الذي يعرف تجاريا باسم (بروزاك).
أرجو أن تتناوله بمعدل كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله.
الحالة -إن شاء الله- حالة بسيطة جدا، وسوف تستجيب للعلاج، أي هذا المضاد جيد للاكتئاب، مع ممارستك للرياضة، وأن تكون إيجابيا في تفكيرك، وأعتقد أن الفحوصات التي أجريتها كافية جدا، لكن إذا أردت أن تتأكد من قوة الدم فهذا أيضا شيء طيب وممتاز.
مشاكل النوم ناتجة من القلق والاكتئاب، وإن شاء الله تعالى بتناول العلاج وتنظيم وقتك بأن تتجنب النوم النهاري، بأن تكون حريصا على الأذكار، وأن لا تتناول الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء، وممارسة الرياضة، هذا إن شاء الله تعالى يحسن كثيرا من معدل النوم لديك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع (إسلام ويب).