آلام الظهر... بين العمود الفقري والجهاز العصبي

0 814

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبلغ من العمر (24) عاما، ومنذ سنة تقريبا بدأت أشتكي من آلام متعددة، أحيانا قد يترافق مع الآلام خدر بسيط في كل من اليدين والرجلين! وأحيانا لا يترافق معه أي ألم أو تنميل بالأطراف.

يختفي الألم تماما في أوقات كثيرة، ولمدة طويلة، وأشعر حينئذ أنني قد شفيت، وأنسى ما أشكو منه تماما، ثم أفاجأ مرة أخرى بهجوم الألم، والخدر بشكل مفاجئ، وبشكل حاد.

ملخص الشكوى: ألم شديد، وخدر بسيط أو ملحوظ، مع ألم بسيط بالأطراف، يظهر لعدة أيام، ثم يختفي لفترة أخرى، قد تمتد لشهر ثم يعود مجددا.

يظهر الألم أحيانا وقت الراحة، وأحيانا وقت العمل، وأحيانا مع الجلوس، وفد قمت بزيارة الطبيب (مخ وأعصاب) الذي شك في وجود ديسك بالرقبة والظهر.

بعد فحص الأشعة قال لي: ليس عندك شيء، ونصحني بالراحة والعلاج الطبيعي، وطبيب آخر قال لي: إنه يشك في التهاب الأعصاب، وطلب مني عدة تحاليل وأعطاني أدوية، ولكن بلا تحسن.

سؤالي: ما تفسير حضرتك لحالتي؟ وهل قد يحدث التهاب في الأعصاب بدون ضغط عليها من الديسك؟ وهل هذا الالتهاب بهذا الشكل يسبب تنميلا للأطراف؟ وما هي الأسباب العضوية المؤدية لمثل هذه الحالة؟ وهل الالتهاب التيبسي للعمود الفقري قد يسبب ذلك؟ وبماذا تنصحوني؟

علما بأنني أجلس لفترات طويلة جدا بحكم عملي؟ وفي البيت أجلس لفترات طويلة على الكمبيوتر؟ مع قلة الرياضة؟ هل هناك علاقة بينهما؟

مع ملاحظة أن الانتصاب الصباحي بدأ يقل للغاية، حتى بدأ يختفي؟ هل هناك علاقة أم ذلك بسبب كثرة التفكير والتخوف من المرض والقلق من الحالة، وبعض الضغوطات النفسية وضغوطات العمل وقلة النوم؟

أرجو الرد علي وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا إن آلام الظهر شائعة جدا، ومعظم الحالات يكون سبب هذه الآلام هو شد العضلات، أو إجهاد على الأربطة في الظهر، وطبيعة عملك وجلوسك الطويل يجعلك أكثر عرضة لمثل هذه الآلام، ويمكن أن تتكرر الأعراض طالما أن الأمور التي تجعلك أكثر عرضة لهذه الآلام موجودة، وهي الجلوس الطويل على الكمبيوتر، وقلة الرياضة، وعادة ما تستمر لعدة أيام أو أسبوع، وفي بعض الحالات تكون لفترة أطول.

يمكنك التأكد من أنها من العضلات بأن تحاول أن تحرك المنطقة المؤلمة بكل الاتجاهات، وعادة ما تكون مؤلمة باتجاه عكس منطقة الألم، فمثلا إن كان الطرف الأيمن من أسفل الرقبة هو المؤلم فإن حركة الرقبة إلى اليسار يسبب الألم.

أما إن كان الألم بسبب التهاب العمود الفقري المقسط فإن الحركة تخفف التصلب، وبالتالي فإن الألم يخف تدريجيا مع الحركة، بينما آلام العضلات تزداد كلما تحركت وتكون أكثر ما يكون في نهاية النهار، بينما آلام التهاب العمود الفقري المقسط في الصباح، وعند الراحة.

من ناحية أخرى فإن تناولت الأدوية المسكنة مثل فولتارين (50) ملغ، مرتين في اليوم فإن آلام التهاب العمود الفقري المقسط تتحسن بشكل كبير خلال (48) ساعة، ويحس المريض بالراحة من الآلام، بينما آلام العضلات قد لا تتحسن بالشكل الكبير الذي يحسه مريض التهاب العمود الفقري.

من ناحية أخرى فإن سرعة ترسب الدم تكون مرتفعة في التهاب العمود الفقري في (70%) من الحالات، بينما تكون طبيعية في آلام العضلات.

أما بالنسبة لتنميل الأطراف فإن وجود أي ديسك في أي مكان من الجسم فإنه لا يعطي تنميلا في الأطراف الأربعة سوية، ولا يكون في الطرفين في نفس الوقت، ويكون توضع التنميل بحيث يتبع توزع تعصيب المنطقة التي يعصبها جذر العصب المضغوط، وهذه التوزعات يعلمها أطباء الأمراض العصبية، ويجب أن تراقبه، فإن كان في نهاية النهار وفي الصباح وكان في الطرفين، فقد يكون بسبب كثرة الطباعة، أو استخدام الماوس أو بسبب وضعيات معينة، وخاصة أن التنميل يخف ويتحسن كذلك لفترات طويلة.

التهاب الأعصاب عادة ما يكون متطورا، أي أن الأعراض تزداد سوءا، ومن ناحية أخرى فقد تم استبعاد الديسك كسبب للتنميل، وكذلك تم استبعاد أي مرض في النخاع الشوكي بصورة الطنين المغناطيسي التي تم عملها للرقبة ولأسفل الظهر.

على كل حال في أسوء الأحوال يمكن عمل تخطيط للأعصاب، وهذا يحل المشكلة، فإن كانت طبيعية أو هناك ضغط على الأعصاب في منطقة الرسغ، فهذه مشكلة بسيطة.

أريد أن أؤكد لك أن كثرة التفكير وقلة النوم، والخوف والقلق، ستزيد من تكرر الألم العضلية التي تشكو منها، وقد تزيد من التنميل والتخدير، وحتى عدم الانتصاب الصباحي، فعلى الأكثر أن سببه كثرة القلق والتخوف، وخاصة أنك لا تعاني من أي أمراض قد تسبب ذلك، مثل السكري وارتفاع الضغط، وتناول الكحول، والتدخين والأمراض المزمنة، والصورة الشعاعية، كانت طبيعية لأسفل الظهر فلابد وأن السبب الضغوط النفسية والتفكير والقلق والتخوف.

أرى أن تعطي نفسك قسطا كافيا من الراحة والنوم والتغذية الصحية، وراحة البال، وأن تقوم وتتحرك خلال العمل وتختار الوضعية الصحيحة للجلوس، والعمل أمام الكمبيوتر، وفي البيت لا تجلس عليه إلا قليلا، ولا أن تمارس الرياضة فهذه تروح عن الإنسان، وعليك بقراءة القرآن فهو راحة للنفس وطمأنينة.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات