السؤال
السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في السادسة والعشرين من عمري, متزوجة منذ 7 أشهر, حامل بالشهر الخامس, مشكلتي باختصار أنه عندما تقدم زوجي لخطبتي اشترطت عليه أن لا أسكن في منزل هو ملك له بجانب أهله, وذلك لمعرفتي السابقة أن هناك مشاكل بين زوجات إخوانه, وأنهن لسن على خلق جيد, فوافق على ذلك, واستأجرنا بيتا آخر, وهو الآن يريد أن يرجع إلى بيته -بعد شروط قد وضعتها في البناء- لأنفصل قدر الإمكان عنهن, فوافق على شروطي, وبدأ بالتنفيذ, وأنا الآن نادمة, وخائفة من عدم قدرتي على الانسجام مع أهله, علما بأن أخواته في قمة الأخلاق, وأخبرته بأني لن أرحل, فتشاجرنا, وذهبت إلى بيت أهلي -علما بأن أهلي غير موافقين على أن أرحل معه- بل يريدون مني البقاء في بيتي هذا, وأنا حائرة جدا جدا, فقد تسببت في خلاف بين زوجي وأبي, وأنا الآن نادمة.
هل أطيع زوجي وأسكن؟ وأنا متأكدة من عدم انسجامي مع نساء إخوانه, ومتأكدة من حدوث المشاكل, أم أصر على موقفي حتى يتراجع, علما أن موقفي أقوى لأني اشترطت هذا الأمر من البداية.
أفيدوني جزاكم الله خيرا .
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سيرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فسعداء بتواصلك معنا في إسلام ويب ونسأل الله أن يبارك في زوجك وأن يبارك فيك وفي ولدك ، وأحب أن أجيبك من خلال العناصر التالية:
1- الحياة الزوجية -يا أختنا الكريمة- تقوم على المشاركة لا المغالبة، وعلى التشاور والتنازل لا على التمسك بالرأي، سيما إذا كان الطرف الآخر غير قادر.
2- كم كنت أتمنى ألا يصل الأمر إلى والدك، فالخلاف بين الزوجين إذا لم يخرج من دائرة الزوجين كان الحل فيه أيسر، وتدخل الأطراف يجعل الخلاف معركة بين طرفين تحتاج إلى غالب ومغلوب، وهذا ما حدث معك فأنت حائرة إن رضي زوجك سيغضب والدك، وكان الأولى أن يتم بينك وبين زوجك فقط .
3- أتمنى عليك أيتها الفاضلة أن تهاتفي زوجك مهاتفة صافية وصريحة، وأن تكون طريقة المكالمة الاجتهاد في الحل لا كسب المواقف, وأن تتفقوا على رأي، فإذا توافقتم أخبريه أن يجعل ذلك بينك وبينه, وألا يخبر أحدا بذلك ، واجلسي مع والدك جلسة أخرى حتى تقنعيه بما توافقتم عليه .
4- إذا حدث خلاف بينك وبين أهلك فوافقوا على مضض لا تخبريه بذلك حتى لا تصير عداوة بينه وبين أهلك.
5- أختنا الكريمة إن الهدم يسير, والبناء عسير, فاجتهدي في الحفاظ على زوجك, وعلى بيتك, وعلى ابنتك, ولو تنازلت قليلا فلا بأس.
6- أتمنى عليك قبل الاتصال بزوجك الاتصال بربك في الثلث الأخير من الليل بركعتين استخيري ربك، وأكثري من الدعاء, أن يؤلف الله بين قلبيكما, وأن يصرف عنكما شر كل ذي شر.
وبالله التوفيق.