السؤال
السلام عليكم.
إنه لمن دواعي سروري أن أتواصل معكم عبر إسلام ويب، وقد كانت لي استشارة سابقة برقم ( 2114981 ) ورد علي الدكتور أحمد المحمدي، وطلب مني أن أمدح ميزات زوجتي، بالإضافة إلى أن أجلس معها ونفتح صفحة جديدة، وهذا والله تم بالفعل من ناحيتي، وطلبت منها أن نفتح صفحة جديدة ونحل مشاكلنا بأنفسنا، إلا أنها غير قادرة أن لا تبلغ أمها بما يدور بيننا من صغائر وكبائر، على العلم أني أعيش في بيت العائلة في شقة مستقلة، وكل ما نصحتموني به استخدمته معها وبدون جدوى.
هي حاليا تاركة للبيت عند أهلها، والذي أحسه أنها تريد أن تعيش ولكن على مزاجها ومزاج والدتها، وغضبت أكثر من (20) مرة، وأذهب لأحضرها، ولكنني سئمت الحياة معها ومللت من أسلوبها في الحياة والحوار، وينتابني شعور بالكره تجاهها، لإحساسي أنها تعيش معي فقط للزواج البدني ليس للزواج الروحي، ودائمة النكد وفتح مواضيع سابقة، وهي حاليا عند أهلها ويريدونني أن أذهب لأحضرها، وأحس أن مجيئها لن يكون فيه أي فائدة، لأنني حفظت طباعها هي وأهلها، فماذا أفعل؟
وشكرا للتواصل معنا عبر موقعكم الموقر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأهلا بك أخي الكريم في موقعك إسلام ويب، ونجن سعداء بتواصلك معنا، داعين الله أن ييسر لك أمرك، وأن يوفقك لكل خير .
أخي الحبيب: شكر الله لك هذا الاجتهاد في الإصلاح والحفاظ على بيتك، وبخصوص ما ذكرت من تطبيق كل ما ذكرنا من نصائح، فهو أمر يظهر مدى حرصك على استقرار بيتك ، والمعلوم أن هدم البيت أمر ميسور ، والأصعب هو الحفاظ على البيت، لاسيما وسط القلائل التي تعيش فيها ، والتي نسأل الله أن يفرج كربك وأن يصلح زوجك.
وبخصوص ما ذكرت، فأود أن أتحدث عن عدة نقاط:
أولا: إن تغيير المرأة لا يتم في يوم ولا شهر، وإذ طلبنا منك إظهار الود بينك وبين زوجتك فإننا ندرك أن التغيير سيحتاج وقتا أكثر، وإن استمرار انتقال الأحداث لأمها سيكون قائما، لكن هذا لفترة إلى أن يعود الود إلى بيتك، وساعتها سيتغير الأمر يقينا، ويجب أن تكون متأكدا أن المرأة إذا أحبت بصدق ضحت بالجميع من أجل زوجها .
ثانيا : بالنسبة لذهابها إلى بيت أهلها وسؤالك عن حضورها من عدمه، فأرجو أن تجيب على هذين السؤالين قبل أن تتخذ قرارا ، وهو :
- هل وجودها في بيت زوجها يحمل نوعا من الردع أم يزيد النشوز ببقائها؟
- هل ذهابك لها يمكن أن ينعكس على بيتك سلبا من تكبر أهلها أو اعتدادها أم لا؟
فإن وجدت أن كثرة وجودها يزيد الأمر نشوزا وأن ذهابك قد يحدث مثل هذا الكبر ، فأتمنى عليك أن تدخل بعض الوسطاء، وأن تجلس مع صانع القرار في بيت زوجتك، وأن تذكر لهم أنك تتعهد بعدم إيذائها ومعاملتها معاملة طيبة ، وفي حالة حدوث ما يعكر بيننا أنا وزوجتي سنتفاهم بالطرق الودية على التغلب على أي طارئ، ويمكن أن تحدد شخصية متفق عليها ومحل إجماع بينك وبين زوجك وأهلها، عند حدوث أي خلاف بينكم، وفي المقابل تطلب بأن تكون الأسرار البيتية في البيت وفقط ولا تخرج لأحد، وتشهد على ذلك من ارتضيتم به.
وسيوافق الحاضرون لأن الكلام منطقي، ومع الموافقة لن تلتزم الزوجة فيه كما في السابق، لكن سيبقى الحديث إلى أمها سرا ، وسيجتهدون في إخفاء عدم معرفتهم بما يحدث ، وهذه مرحلة جيدة ، وعليك التغافل عن مثل هذا إلى أن يعود الود إلى بيتك من جديد .
ثالثا : أنا أريدك أن ترجعها وأن تصبر عليها مدة أطول ، وأن تجتهد في تطبيق الإرشادات السابقة ، ولا تنتظر نتائج سريعة ، وإنما نقول ذلك ونشدد عليك لعلة عدم الندم إذا حدث ما لا نرجوه ، فإذا لم تصلح الزوجة - لا قدر الله - وحدث الطلاق ، ساعتها لن يصيبك هذا الألم المتمثل في قولك (ليتني) إذ ستشعر أنك قد فعلت ما عليك ، وإنا لنرجو أن تضع نصب عينك أن إصلاحها خير من فقدها، وأن الأمور تتغير والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن .
رابعا: أرجو منك على جهة الخصوص الاجتهاد في تقوية الإيمان في قلبها عن طريق سماع المحاضرات والأشرطة، وعليك كذلك بكثرة الدعاء لله أن يصلحها وأن يهديها وأن يؤلف بين قلبيكما.
والله الموفق.