السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو منكم إفادتي في إيجاد حل سريع لمشكلتي، فأنا سيدة متزوجة ملتزمة بالحجاب, وعندي طفل, وأعمل منذ 5 سنوات في شركة براتب جيد جدا, مع العلم أن عدد ساعات العمل بالمواصلات تتجاوز12 ساعة، وزوجي –أيضا- يعمل لكن براتب قليل جدا لا يكفي مصروفات البيت، وقد حصلت لي مضايقات في العمل من زميل لي لكني اجتزت المشكلة بإبلاغ المدير, وطرده من العمل ولم أشتكه من أول مرة، بل حذرته لأكثر من 3 أو 4 مرات، لكني بعدها شعرت بالمشكلة من جذورها, وتأكدت من أن الاختلاط حرام, وفيه مفاتن كثيرة على الرجال, وعندما تدبرت الأمر وجدت أن النساء لا بد لهن من الجلوس في البيت, وعدم العمل مع الرجال في مكان واحد، واستخرت الله في ترك العمل والجلوس في البيت, وأنا أعلم أن الله سيجعل لي مخرجا لأن راتب زوجي زهيد لا يكفينا، لكن أهلي أكدوا لي أن ما أقدمت عليه أنانية، خاصة أنني مدينة لأختي, أرجو منكم الإفادة، هل ما فعلته صحيح أم أنه نوع من الأنانية؟ علما أن البلد الذي أعيش فيه جميع الوظائف فيه مختلطة, وليس لدي شهادة لكي أعمل طبيبة أو معلمة؟
أرجوكم أفتوني في أمري، فأنا في حيرة!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سيدة عربية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك أختنا المباركة في موقعك إسلام ويب, وإنا سعداء بتواصلك معنا, ونسأل الله أن يبارك فيك, وأن يحفظك من كل مكروه, وأن ييسر لك طريق خير يسعدك في الدارين.
أختنا الفاضلة: لا شك أن مفاسد الاختلاط كبيرة, ولعلك وقفت على بعض منها, وقد حفظك الله عز وجل في المرة الماضية، ومن عقيدتنا نحن أهل السنة -أيتها الفاضلة- أن الأرزاق بيد الله, لا تزيد بكثرة الهلع وراء الدنيا, كما لا ينبغي للمسلم أن يتقاعس عن العمل بمثل هذه الحجة, بل السير المعتدل كما قال تعالى : (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه) فقال امشوا وهو بين التكالب والتقاعس.
ليس اتخاذ مثل هذا القرار أنانية بل هو فرار بدينك من مخاوف قد تجلب عليك ما لا يحمد المرء معه, ولكني أتمنى عليك قبل اتخاذ مثل هذا القرار مراعاة ما يلي:
أولا: الجلوس مع الزوج والتحاور معه فلا ينبغي أن نزيل أمرا لنقع في ما هو أسوأ منه.
ثانيا: مراعاة تدبر الأمر, والموازنة بين المصالح والمفاسد, مع الاعتقاد الجازم بأن من ترك شيئا لله عوضه الله شيئا خيرا منه.
ثالثا: الاجتهاد في تدبير منافذ أخرى للعمل -إن اضطر الأمر- بصورة آمنة ولو بعمل مشروع -ولو كان صغيرا- في البداية، فإن الله سيبارك لك فيه.
رابعا: أكثري من الدعاء والتضرع إلى الله أن يوفقك للخير, وأن ييسر لك طريق البر.
ونحن بدورنا ندعو الله لك أن يريك الحق حقا وأن يرزقك اتباعه.