السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب أبلغ من العمر (21) عاما، أعاني من تكتل الدهون في منطقة الأرداف، علما أنه لا يوجد أحد مثلي في العائلة إلا شخص واحد (أخي) وليس بنفس درجتي، فأنا أشعر أن جسمي غير متناسق أبدا، الطول (179)، والوزن (81) نحيف جدا من الأعلى، دخلت نوادي وغيرها، ولكن لا استمر، لأنني لا أشعر بالفرق الكثير، فما هي نصائحكم وكيف يكون جسمي متناسقا؟ هل بممارسة رفع الحديد في المنطقة العلوية؟ وما هي أفضل عملية لإزالة هذه الدهون من دون آثار جانبية؟ حيث أنني سمعت أن العمليات التي تكون في الأرداف والحوض تنعكس على القدرة الجنسية، فهل هذا الكلام صحيح؟ وما هي أسلم عملية وليس لها أي آثار جانبية؟
وهل التمارين التي في هذه المنطقة تزيل الدهون أم تشد الفخذ؟ وما تأثير المشي عليها؟ وهل تنصحونني باتباع حمية أم لا؟ علما أن وزني مناسب لطولي، فعندما أتبع حمية أشعر أنني أنحف فقط من فوق، وأين تذهب الشحوم بعد العملية؟ هل نفس المكان أم تتخذ الخلايا أماكن جديدة؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فكما تعلم فإن التمارين الرياضية تزيل الشحوم من الجسم بحرق طاقة زائدة، أي أن الجسم يحتاج لطاقة لإضافية للقيام بهذه التمارين، فإن لم يتم تغطيتها من الطعام وذلك باتباع حمية، فإن الجسم سيحصل على هذه الطاقة من دهون الجسم، والجسم يستخدم أولا الدهون الحديثة التراكم، لذا فإنه قد يصعب على الإنسان التخلص من هذه الدهون بالطرق التقليدية، ويتم شفط الدهون بإزالة الدهون الزائدة غير المرغوب فيها من مناطق محددة في البطن والأوراك والأفخاذ، والركبتين وأعلى الذراعين، وتحت الذقن، والخدود والعنق.
وهناك تقنيات متعددة كالشفط بالأمواج فوق الصوتية، إضافة إلى الشفط التقليدي والشفط بعد حقن السوائل لتطرية الدهون، وكل هذا ساعد الجراحين لتحقيق أفضل النتائج لمرضاه، ورغم أن عملية شفط الدهون لا يستغنى بها عن الرياضة والحمية الغذائية المتوازنة، فهي تستطيع تخليص المرضى من الدهون المضرة في مناطق الجسم المتعددة، كالأوراك، كما أن بعض هذه التراكمات الدهنية يكون وراثيا ويصعب التخلص منه.
وعلى الرغم من أن شفط الدهون قد يجرى في أي عمر، فإن النتائج الجيدة عادة ما تكون في المرضى ذوي الجلد المرن نسبيا، والذي يملك القدرة على الانكماش بعد شفط الدهون، حيث أن الجلد عند المرضى الأكبر سنا قد لا ينكمش بشكل جيد، وقد يحتاج المريض بعد شفط الدهون إلى إجراء جراحي لشد الجلد.
إن نتائج شفط الدهون تختلف من مريض لآخر، ولذلك فعند زيارة الجراح من المهم أن يخبر المريض عن هدفه من شفط الدهون، ويشير له إلى الأزمات المتعددة في جسمه، وبعدها سيقوم الطبيب بتوضيح النتائج المتوقعة من العمل الجراحي، وهل يمكن تحقيقها أم لا.
وتجرى عملية شفط الدهون إما تحت التخدير العام، أو التخدير الموضعي مع التهدئة الوريدية، ويتم شفط الدهون عن طريق إدخال أنبوب شافط مجوف من خلال جرح أو جروح متعددة في الجلد على مقربة من المنطقة المراد شفطها، وهذا الأنبوب الشافط موصول إلى جهاز شافط تحت الضغط السلبي الذي يقوم بشفط هذه الدهون، حسب حاجة المريض وتخطيط الجراح.
كما أن مستوى شفط الدهون ينقسم إلى شفط دهن عميق وشفط دهن سطحي، والجراح المؤهل هو الذي يعرف استقطاب كل هذه الأنواع، ومن أكثر المناطق استجابة لشفط الدهون أيضا الأوراك والأفخاذ والإليتين، حيث يساعد شفط الدهون في إعطاء هذه المناطق شكلا أكثر تحديدا.
أما عن المضاعفات الخطيرة لشفط الدهون فهي قليلة الحدوث، وهناك آلاف المرضى قاموا بإجراء هذه العملية بدون اختلاط يذكر، وعلى كل حال فإن شفط الدهون هو عمل جراحي، وكل عمل جراحي لابد له من نسبة من الاختلاطات التي يجب مناقشتها مع الجراح قبل العملية.
ومن المضاعفات التي يمكن أن تحدث النزف، الالتهاب، التجمعات الدموية تحت الجلد، خدر الجلد العابر، عدم انتظام سطح المنطقة ووجود تعرجات وهي قابلة للعلاج، حدوث التجلطات الوريدية والدهنية وخطر وصولها للرئتين، الصدمة بنقص السوائل، تضرر الأحشاء البطنية، الانعكسات الدوائية لأدوية التمديد، الندبات على الجلد، وكلها تعتمد على خبرة الجراح والشحوم التي تشفط يتم التخلص منها، لأنها يتم تجميعها في بوتقة خارج الجسم ثم يتم التخلص منها.
والله الموفق.