كيف نصلح أخي بعد توفيق الله ومساعدتكم؟

0 332

السؤال

لدي أخ يصغرني بسنتين، عمره (17) سنة، لا يخاف الله ويعصيه بعدة معاصي، مثل ترك الصلاة، والكذب، والسرقة، وعقوق الوالدين، وسماع الأغاني، وإسبال الثوب، وما خفي أعظم، المهم أن أهلي غير مرتاحين لوضعه بتاتا؛ لأنه بحالة سيئة، ويعاند، ويكابر عند الإرشاد والنصح، ولا يهتم بدروسه، ويصاحب رفقة سيئة جدا، وأهلهم سيئون كذلك، على الرغم من اجتهادنا كثيرا أنا وإخوتي ووالدي - الله يحفظهم – لإصلاحه، ولكن الله يقول: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء} .

استشرنا عدة أشخاص معنا في عمان، ولكن لم يتغير, قد تقولون إنه صغير نوعا ما أو أنه في مرحلة المراهقة، وهذا ما أقوله أنا في بعض الأحيان، ولكن ما يقلقني أنني أدرس بعيدا عن أهلي، وعند عودتي كل أسبوع أجده قد انزلق في هذه المعاصي أكثر وأكثر، مع العلم أن أبوي صالحان -ولا أزكي على الله أحدا- ولكن هذا ظاهرهما وما يشهد عليه الجميع، وقد اجتهد والدي في إصلاحي وبقية إخوتي، والله وفقهما، -ولله الحمد- والدي الآن في هم كبير عليه، وقلق شديد، وأكثر شيء نعمل به الآن هو تجاهله، والدعاء الكثير له بالهداية ليل نهار.

سؤالي الآن: أنا في هذا العمر ماذا أستطيع أن أفعل تجاه هذه المشكلة؟

سؤالي الثاني: أجدني أعافه وأعاف التعامل معه، فهل أنا على صواب؟

أشيروا علي بارك الله فيكم، ووفقكم لكل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأهلا بك أختنا المباركة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك وأخاك وأهلك والمسلمين.

أختنا المباركة كما سبق أن ذكرت: إن فترة المراهقة التي يعيشها أخوك حساسة وصعبة، وتحتاج إلى حكمة وروية في المعاملة، وإن من أخطر الأمور تركه والدعاء له عن بعد؛ لذا قبل أن أضع لك عدة نقاط في التعامل معه أحب أن أخبرك أنك لم تعافي أخاك لأنه أخ ، وإنما لكثرة أخطائه المتعددة، بمعنى أنه إذا أقلع وتاب عاد الوئام بينكما إلى ما كان عليه، فالمشكلة ليست في ذات الأخ، وإنما في سلوكه السيء، فأرجو أن تنتبهي لهذه النقطة.

وأما الطرق العملية فهي كالتالي:
1- التودد إليه والاهتمام به، وإشعاره بأنه شيء غال، وأنكم جميعا حريصون جدا عليه، وبروز الخوف عليه أمر هام، وأعني البروز الظهور العلني، فلا يكفي أن تتوجع العائلة لألمه، بل أن تظهر له ذلك في قالب من الحب والود، فإن من أعظم الأمور التي تجعل الشاب ينجرف من غير تمني الرجعة إلي الطريق القويم، أن يتسرب إليه عبر الفهم الخاطئ أو أصدقاء السوء أن أهله لا يحبونه أو أنهم غير مكترثين به ولا يهتمون بمصيره، وهذا يولد عنده الاحتماء بقرناء السوء وعدم التفكير - حتى مجرد التفكير - في العودة إلى الطريق المستقيم.

2- زرع الثقة بالنفس فيه من جديد ، وإخباره بطرق عملية أنه قادر على التغيير ، وأنه يستطيع أن يفعل ما يريد لو كانت عنده الإرادة ، وهذا يتأتى بمدحه عند الصواب وتعظيم ذلك ، والتغافل عن الخطأ، واستشارته في أمور البيت وإسناد بعض المهام البسيطة إليه كذلك.

3- صرف طاقاته إلى الرياضة ، لاسيما التي يحبها ، والحرص على المواظبة عليها ، ويمكن أن يكون ذلك باشتراكه في ناد قريب وتشجيعه على ذلك .

4- قد يكون في البداية صرفه عن أصدقاء السوء أمرا صعبا ، فابدؤوا بتكثير سواد أصحابه من الصالحين ، وافتعلوا له صداقات صالحة تتعرف عليه وتتودد له ، وسيكون هذا مفيدا في البداية ، حتى يتأكد أنه إن ترك هؤلاء فعنده صحبة أخرى، وبيت يحبه، ورياضة تسنده بعد الله عز وجل.

5- محاولة تقوية الوازع الديني بطريقة هادئة وغير عنيفة ، وهذا في البداية حتى لا ينفر.

6- للوالد دور كبير إذا صحبه وحدثه بلغة حانية ، من دون أوامر ، فهذا السن للأسف في هذا الوقت ومع هذه الصحبة قد ينفر من تلك الأوامر ، حتى ولو علم أنها في صالحه ، بل إن كثرة حديث الوالد له عن طفولته وكيف كان وديعا ، وعن حبه له وشفقته عليه، مثل هذا الكلام مع ما مر سيكون له أكبر التأثير - إن شاء الله - مع ملاحظة تعظيم كل أمر إيجابي فعله، والتحدث إليه كثيرا كلما تقدم عن تغير هائل في حياته ، ومناقشته في مستقبله.

7- وأخيرا كثرة الدعاء له في ظهر الغيب وأمامه أن يصلحه الله عز وجل، والله لا يخيب عبدا رجاه.

نسأل الله أن يهدي أخاك وأن يرزقه الطريق المستقيم ، وبالله التوفيق .

مواد ذات صلة

الاستشارات