تراودني شكوك بأن الفتاة التي سأتزوجها ستندم على الزواج وعدم العمل!

0 374

السؤال

السلام عليكم.

أريد الزواج من فتاة عمرها (20) سنة، تدرس في الجامعة - طبعا الزواج بعد تخرجها - ولكن تراودني وساوس أن الفتاة ستندم على الزواج وستقول مثلا لو اشتغلت لكان أحسن، ولماذا ورطت نفسي في مصاعب الزواج؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يمن عليك بزوجة صالحة تكون عونا لك على طاعته ورضاه، وتساهم في إسعادك في الدنيا والآخرة.

إنه ومما لا شك فيه أن الإسلام حثك على أن تتخير صاحبة الدين، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (فاظفر بذات الدين تربت يداك) وهذا الشرط الذي وضعه النبي صلى الله عليه وسلم القصد منه ضمان الاستقرار والأمن والأمان لهذه الأسرة، فإن المرأة صاحبة الدين قطعا لن تفعل شيئا يغضب الله تعالى في الغالب، وستكون حريصة على مرضاة الله تعالى، ومن هذا الدين الذي ينبغي أن يكون متوافرا فيها أن تعلم أن الله تبارك وتعالى قال: {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية}، فتعلم أن أساس وجود المرأة في بيتها، ولذلك إذا من الله عليها بزوج صالح طيب مبارك يوفر لها متطلباتها الحياتية وينفق عليها بالمعروف، ولا تشعر بحاجتها إلى العمل، فإنها قطعا لن تخرج من بيتها للعمل مطلقا، وذلك لأن الحاجة الداعية إلى العمل لن تكون موجودة، ومن هنا فإن هذه الفتاة التي تريد الارتباط بها إذا كانت صاحبة دين فلا أعتقد أنه ستكون هناك مشكلة، لأنها تعلم من دينها بأن الأصل في حياة المرأة القرار في البيت، وأن العمل شيء استثنائي وشيء طارئ، ووفق الظروف والضرورات، فإذا كانت الأسرة في حاجة إلى عملها سوف تخرج للعمل مع مراعاة الضوابط الشرعية في عمل المرأة المسلمة، لأن الإسلام لا يقر عمل المرأة على إطلاقه، وإنما الإسلام يقول لا مانع من خروج المرأة للعمل ولكن بضوابط، هذه الضوابط لابد أن تكون موجودة، وإلا فلا يجوز لها أن تخرج للعمل مطلقا.

فإذا كانت هذه الفتاة صاحبة دين فلا أعتقد أنه ستكون هناك مشكلة، أما إذا كانت فتاة عادية ودينها ضعيف فأرى أن لا تفكر فيها من الآن، لأنها قطعا ستكون مثل غيرها من الفتيات اللواتي يردن الحياة التي تكون أبعد شيء عن الالتزام والدين، حتى في الأمور الخاصة والعامة، فمعظم المسلمات الجاهلات لا يقمن للإسلام وزنا ويحرصن على مراعاة الأعراف والعادات والتقاليد، وقطعا هذه ستكون متعبة بالنسبة لك، لماذا؟ لأنها لن تقدم لك ما تريده من أمن وأمان واستقرار، وإنما ستحرص على أن تكون كغيرها من اللواتي يلهثن وراء العمل -بصرف النظر عن كونها تعمل في عمل مباح أو غير مباح، أو تعمل في عمل مختلط أو غير مختلط- فهؤلاء العامة لا يفرقون في هذه المسائل ولا يقيمون لها وزنا، وهذا كله سيؤدي إلى عدم إسعادك في الحياة، وبالتالي أيضا إلى عدم إعانتك على طاعة الله تعالى، وإلى عدم إعانتك على تربية أبنائك على الإسلام؛ ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام كما ذكرت أوصاك (فاظفر بذات الدين تربت يداك) .

فيجب عليك أخي الكريم أن تحرص على أن تكون الفتاة التي تريدها زوجة لك أن تكون صاحبة دين في المقام الأول، كما أوصاك النبي الكريم عليه الصلاة والسلام؛ لأن صاحبة الدين ستعرف قيمة الدين، وكما ذكرت لك أن لا تكون عونا لك على معصية الله أبدا، وفي نفس الوقت أيضا ستكون معينة لك على طاعة الله تعالى، ولن تخرج للعمل إذا كان العمل لا يتفق مع الشرع، أما إذا كانت امرأة من عامة الفتيات فالذي تقوله فعلا من الممكن أن يحدث، لأن بعض النساء ترى الوظيفة أهم إليها من الزواج وأهم إليها من الأولاد وأهم إليها من الحياة الزوجية، ولذلك تضحي بحياتها الزوجية من أجل هذا العمل أو تلك الوظيفة.

فأنا أرى بارك الله فيك أخي الكريم (أيمن) أن تعيد النظر في موقفك، فإذا كانت صاحبة دين فأعتقد أنه لن تكون هناك مشكلة، ولن تندم بإذن الله تعالى، لأنها تتعلم لتربي أبناءها، فالمرأة المؤمنة تتعلم هذه العلوم الدنيوية لتساعد أبناءها في التميز، حيث إنها ستقوم على تدريسهم وتعليمهم وتربيتهم، وسوف تجني خيرا كثيرا جدا من وراء تفرغها لخدمة زوجها وتربية أبنائها، بل وستكون أكثر بركة على الأسرة من هذه التي تعمل ولا تعطي الزوج حقا ولا تراعي أبناء، وليس لديها وقت لتربية أبنائها، فإذا كانت صاحبة دين لن تكون هناك مشكلة، أما إذا كانت عامية من عامة النساء أو الفتيات فأنا أنصحك أن تعيد النظر في موقفك، لأنك ستدفع ثمنا فادحا.

أسأل الله أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يعينك على طاعته ورضاه، وأن يمن عليك بزوجة صالحة طيبة مباركة تكون عونا لك على أمر دينك ودنياك.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات