السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حدثت عدة مشاكل بيني وبين خطيبتي لاختلافي معها على تصرفاتها، وطريقة لبسها، واكتشفت بالصدفة من خلال رسائلها الالكترونية أنها تتحدث بالسوء عني أمام أختها ورغبتها في عدم إتمام الزواج لذمي لها طريقة لبسها وتقييد حريتها، ماذا أفعل؟
هل أواجهها بهذه الرسائل أم أبتعد في صمت أم أحاول علاج المشاكل فيما بيننا؟ لكن هذا الحل يتطلب شخصا مثاليا بعدما روت من كلام السوء عني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مرحبا بك أيها الولد الحبيب في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.
لم نفهم على وجه التحديد أيها الحبيب ماذا تقصد بطريقة لبس هذه الفتاة التي خطبتها، هل هي لا تلتزم بالحجاب الشرعي أمام الرجال الأجانب فتظهر متكشفة متبرجة، أم أن الأمر غير ذلك؟ وعلى هذا ينبغي الجواب، فإذا كانت الفتاة غير متدينة وغير مقتنعة بارتداء الحجاب، وترى أن هذا من التزمت والتشدد ونحو ذلك من الكلام، فإن من الخير لك أن تتركها ما دمتم في أول الطريق، لا سيما وهي ترغب في ذلك أيضا، وهذه وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمن يقدم على الزواج أن يتخير ذات الدين كما قال صلى الله عليه وسلم: (فاظفر بذات الدين تربت يداك).
نحن لا نستبعد أبدا أن تصلح هذه الفتاة وتعود إلى رشدها، ولكن يبقى هذا تحت مشيئة الله تعالى، والخير لك أن تختار الفتاة المتدينة التي تصلح أما لأبنائك ومربية لهم وربة لبيتك، لا سيما وأنت في أول الطريق، والفتاة تبادلك هذه المشاعر وتريد الفراق.
أما إذا كان الأمر غير ذلك بأن كانت هذه الفتاة تلبس الملابس التي لا ترتضيها أنت أمام محارمك وأمام النساء فإن الخطب يسير والأمر سهل، فلا ينبغي لك أن تضيق عليها الأمر في أوله، وإذا رأيت بعد ذلك أن تقنعها بلباس معين فالغالب أن المرأة تكون تبعا لزوجها، لكن في أول الطريق ربما تتضح لها الأمور على خلاف ما هي عليه، وربما توصف بالتشدد والتزمت أو نحو ذلك، فينبغي لك أن تتجاوز هذه العقبات وأن لا تجعلها سببا لترك هذه الفتاة بعد الخطبة.
أما الإساءة إليك التي ذكرتها فإن الفتاة في هذه المرحلة ربما احتاجت أن تعبر عما في نفسها لمن تثق به من قراباتها من النساء وأن تصف الخاطب لترى رأيهن ونحو ذلك، فلا ينبغي أن تحمل هذه الأوصاف محمل الجد، وأنها تكن لك كل ما رأيته أنت.
مع أننا نلفت انتباهك إلى أنه لا يجوز لك التجسس على أمورها الخاصة، والاطلاع على ما في رسائلها الخاصة، وهذا التجسس لا يأتي بخير، فإنه يضع الإنسان على ما يكره، والخير له أن يترك ذلك كله.
كما أنه لم يتضح لنا على وجه التحديد أيضا ما إذا كنت تتصل بهذه الفتاة وتقيم معها صلات وزيارات ونحو ذلك، فإن كان الأمر هكذا فينبغي أن تعلم بأن الفتاة حال الخطبة لا تزال أجنبية عن خطيبها، وعليه أن يتعامل معها كتعامله مع سائر الأجنبيات.
نوصيك أيها الحبيب بأن تستخير الله تعالى، وأن تشاور العقلاء من أهلك الذين يعرفون سيرة الفتاة وسيرة أهلها وقراباتها، فتقدم على الأمر مبتغيا وطالبا التزوج بالفتاة التي صلح دينها، لأن هذا النوع من النساء بها يجد الزوج السعادة، ويأمنها على نفسها وعلى أبنائها وصالحة للأبناء والبنات في البيوت.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.