السؤال
السلام عليكم
أنا مخطوبة لواحد أحبه جدا وهو يحبني، لكنني اكتشفت مؤخرا وبالصدفة أنه يكذب علي في موضوع راتبه، أنا عرفت لما دخلت على إيميله وقرأت محادثة بينة وبين قريبه، كان يحدثه فيها أنه يتقاضى مرتبا أكثر بكثير مما حدثني عنه، انصدمت جدا؛ وذلك لأن بيننا حب كبير، وأشعر أنني حزنت جدا، وأود أن أقول له أنني عرفت، لكنني أخاف أن أقول له فينكر، وربما يقول أنه كان يضحك على قريبة أو ممكن يقول لي أنني لا أثق فيه، وأنني أبحث خلفه والموضوع يكبر، بس أنا تعبانة ولا أستطيع أن أثق فيه، وأصبحت أشك بكل كلمة يقولها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ mai حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب، وأسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه.
وبخصوص سؤالك فأود منك بداية ألا تخبريه بشيء حتى لا تضطريه إلى محاولة التحايل بالحديث - إن صح ما قاله لصاحبه -.
وأحب أن أخبرك أمرا أيتها الفاضلة: ليس معنى أن الخطيب قد أخطأ مرة أن تنسي كل محاسنه، خاصة وبينك وبينه من الود الشيء الكبير، فليس رجلا معصوما من الخطأ، وبعض الشباب بل معظم الشباب لا يحب إخبار من يريد الارتباط معها بحقيقة راتبه، لا بقصد تخوينها، بل زيادة اطمئنان أنها أحبته لذاته هو لا لراتبه العالي أو الكبير، لكن بعد توطيد العلاقة والزواج فإن الرجل لا يخفي شيئا على امرأته من هذا القبيل، هذا على افتراض صدقه مع صاحبه.
إن الأصل في العلاقة بين الزوجين التسامح وعدم الوقوف على كل مشكلة، بل التغافل عن بعض هذه الهفوات، سيما إذا كان لها تفسير يمكن الاعتذار له به.
ثقي أن خطيبك لم يتعمد فعل ذلك -إن كان قد فعل- لم يتعمد تخوينك أو عدم الثقة فيك، بل هو كما مر ذكره، سامحي زوجك واذكري له محاسنه ولا تعاملية من منطلق خطأ لم يثبت وله تأويل إن ثبت.
وإياك ثم إياك أن يتسرب الشك إلى قلبك أو تسلكي طريق التفتيش عنه وعن مكالماته ومراسلاته فإن ذلك من مداخل الشيطان، والتي تفسد حياة الزوجين.
ثم عمقي فيه المعنى الإيجابي، فاذكري له أن من أفضل الأمور التي بينكم الصراحة، وأنها تحمد الله أن رزقها الله رجلا صادقا، وتحدثي معه عن أهمية ذلك في الحياة بينكما، على أن تنسي تماما الأمر السابق بكل تبعاته، فإن الشيطان كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- يفرق بين الزوج وزوجته، أي يصنع العداوة، ويكبر المثالب، ويقبح الزوج في عين زوجته والعكس من أجل الفراق، وقاك الله منه، وثبتك الله على طاعته.
وفي الختام أكثري أختنا من الدعاء أن يبارك الله لك في زوجك، وأن يصرف عنه وعنك نزغات الشيطان.