السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب أبلغ من العمر 24 عاما، أحببت فتاة منذ عشر سنوات ولم يقع في قلبي حب غيرها، علما بأنها لا تعلم بذلك، ولم أكلمها قط؛ لأني متدين بفضل الله، وأنا الآن أريد الزواج، فهل أتقدم لخطبتها؟
علما بأن أهلها غير متدينين، وهي إنسانة محترمة، ولا أعلم مقدار تدينها، وأنا أريد فتاة صالحة ذات دين كما أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم، فماذا أفعل؟
هي الفتاة الوحيدة التي أحببتها طوال حياتي؟ وكيف أعرف تدينها وصلاحها؟ وماذا عن أهلها غير المتدينين؟ علما بأنها عائلة محترمة.
أفيدوني يرحمكم الله، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك أيها الأخ الحبيب في استشارات إسلام ويب. نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به، وأن يرزقك الزوجة الصالحة التي تقر بها عينك وتسكن إليها نفسك.
حرصك أيها الحبيب على اختيار الفتاة الصالحة دليل على رجاحة عقلك، ونحن نوصيك بأن تحرص على هذا بقدر استطاعتك، وتعففك عن إنشاء علاقة مع هذه الفتاة أو التصريح لها بالحب ونحو ذلك مما يفعله بعض الناس هو عين الصواب، وقد وفقت فيه بالالتزام بحدود الله سبحانه وتعالى، وهذا من بركة التدين الذي أنت عليه، نسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وصلاحا.
وصيتنا لك أيها الحبيب بأن تسأل عن هذه الفتاة وتفتش عن أحوالها، وهذا أمر سهل يسير إن شاء الله، فبإمكانك أن تطلب من محارمك من النساء زيارة هذه الأسرة والتعرف على الفتاة عن قرب، كما بإمكانك أيضا أن تسأل من لهم علاقة أو صلة بهذه الأسرة من الجيران لهم ونحو ذلك، فالسؤال عن حال هذه الفتاة من حيث التدين أمر ليس صعب المنال، فبإمكانك تبحث وتسأل، كما أن سيرتها الظاهرة قد لا تخفى على من زارها في بيتها من النساء، فسيعرفن مدى تدينها والتزامها بحجابها ومحافظتها على صلواتها، ونحو ذلك من الفرائض التي فرضها الله عز وجل عليها، فإذا كان فيها هذا القدر فهي إن شاء الله صالحة لأن تكون زوجة لك، وإن كان أهلها على غير ذلك فلا تزر وازرة وزر أخرى، وإن كان الأفضل بلا شك أن يحرص الإنسان على أن يتزوج فتاة صالحة في أسرة صالحة، فإن البيئة المحيطة بالفتاة لها أثرها بلا شك بعد ذلك على الأبناء والبنات.
لكن ما دمت متعلقا بهذه الفتاة محبا لها، فإذا كان فيها هذا القدر من التدين فإصلاح ما بقي بعد ذلك إن شاء الله بالمحاولات يمكن، مع وصيتنا لك ونصيحتنا لك بأنه إذا أمكن أن تتناسى هذه الفتاة وتبحث لك عن فتاة في أسرة صالحة كما أسلفنا فإن هذا ربما خير وأنفع.
والتعلق بهذه الفتاة يمكن أن يذهب أيها الحبيب عندما ترى غيرها وتختبر الصفات اللائقة التي ينبغي أن تكون عليها الزوجة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (فاظفر بذات الدين تربت يداك) كما أن الزوج ينبغي أن يعتني باختيار الصفات التي تؤهل الزوجة لأن تكون أما لأبنائه بعد ذلك، ومربية لهم قائمة عليهم.
فأنت إذا وجدت من نفسك قدرة على تجاوز التعلق بهذه الفتاة لتبحث عن من هو خير منها وأحسن فهذا الذي ننصحك به، وإن كنت ترى من نفسك تعلقا بهذه الفتاة فنصيحتنا لك أيضا أن لا تتنازل عن القدر المطلوب من التدين، مع أن الزواج بها جائز على أي حال من حيث الجواز الشرعي، ولكن ربما تعاني بعد ذلك في محاولة إصلاحها إذا كانت غير صالحة، ربما تعاني في محاولة إصلاحها، وقد تنجح محاولاتك في الإصلاح لها وقد لا تنجح، وأنت في غنى عن ذلك كله من أول الطريق، فتدبر أمرك جيدا، وقد كان الإمام أحمد – رحمه الله تعالى – يوصي دائما المتزوج بأن يبدأ أولا بالبحث عن ما يحتاجه هو في الفتاة، فإذا وجد فيها الصفات اللائقة التي يحبها بعد ذلك يسأل عن دينها، فإذا وجدها متدينة تزوجها، وإلا تركها، ويكون تركها هنا من أجل الله، يعني من أجل التدين، وهذا سبب للتوفيق بإذن الله تعالى بأن يقع اختيارك على من ترضى في دينها وأخلاقها.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.