السؤال
الإخوة الأجلاء أستأذنكم في عرض استشارتي.
ابني الأوسط محمود عمره 6 سنوات، كل اهتمامه وتركيزه في اللعب، اشتكى لي الأخ الذي يحفظه القرءان من عدم استيعابه، وعدم قدرته على الحفظ، وعدم تجاوبه معه، بعكس أخيه الأكبر أحمد ذي الـ 9 سنوات، فهو بفضل الله مطيع، ومتفوق دراسيا، ولديه ميول للقراءة، واستعداد للفهم والحفظ.
محمود غير مطيع، ولا يخاف بسهولة، حتى في التعليم مستواه متدن إلا في اللغة الإنجليزية فهو ميال إليها، حاولنا معه بشتى الطرق أن يواظب على سماع القرآن والحفظ مع المحفظ إلا أنه يرفض تماما ولا يستوعب أي كلمه تماما، رغم أنه يحفظ حوارات الأفلام والمسلسلات بسرعة، أخاف أن أضغط عليه فيكره القرآن.
ماذا أفعل معه حتى أحببه في القرآن وحفظه وأجعل مستواه الدراسي متقدما؟
علما بأننا نعيش حياة مستقرة بفضل الله، كذلك أمي -أكرمها الله- تمنعني من عقابه.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك أخي الكريم في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك في أولادك جميعا، وأن يحفظهم من كل مكروه.
وبخصوص سؤالك: فولدك ليس متوسط الذهن، بل هو ذكي، بدليل حفظه مقاطع بعينها من الأفلام التي يحبها، ولكن المشكلة تكمن في عدم ميله إلى حفظ القرآن، وقد يكون هذا لأحد الأسباب التالية:
أولا: قد تكون أحد الأسباب التي أبعدته عن الميل للقرآن كثرة الثناء على أخيه الأكبر المتفوق، ولا يستطيع أن يجاريه في هذا فيلجأ إلى إثبات نفسه في مكان آخر، فإن كنتم -بارك الله فيكم- تكثرون من مدح الأكبر أمامه في هذا الجانب فبادر إلى مدحه كذلك وتشجيعه، وابتعد -بارك الله فيك- عن عقد أي مقارنة بينه وبين أخيه في هذا الجانب.
ثانيا: قد يكون السبب في عزوفه عن الحفظ تعامل الشيخ معه أو عدم توافقه معه، وإذا كان الأمر كذلك فعمق العلاقة بينه وبين شيخه عن طريق شراء بعض الهدايا وإعطائها للشيخ ليعطيها للولد، ومثل هذه الأمور التي تحبب الولد في شيخه وفي التحفيظ.
ثالثا: قد يكون كثر الضغط عليه هي العامل على عزوفه عن التحفيظ، وساعتها ينبغي التهدئة قليلا والتشجيع والتحفيز أكثر.
رابعا: أحيانا يكون السبب غياب فهم بعض الأبناء للأجر المترتب على الحفظ، فإن من الضروري أن نبني في نفوس أبنائنا فضل وأجر حافظ القرآن بما يشجعهم على الحفظ، فجميل تذكيره دائما بأن الله خالق هذا الكون، والذي رزقنا وأعطانا الخير ورزقك -يا محمود- السمع والبصر وكل هذا الخير يرضى عنك حين تحفظ القرآن، فمثل هذا نافع بإذن الله مع الأولاد.
خامسا: وقد يكون عزوفه راجعا إلى عدم تقنين وقت اللعب، فالأولاد بطبيعتهم يحبون اللعب، وترك الأمر من غير تقنين لا يحفز الولد إلى الحفظ.
هذه بعض الأمور، وعليك أخي الكريم أن لا تنسى ربط قلبك بالله والدعاء لهم بالهداية والتوفيق، أكثر أنت ووالدته ووالدتك من الدعاء لهما، واصبر على ذلك ولعل الله يصلح حالهم ويهديهم لكل خير.