فقدان الإحساس بالمنطقة حول العين اليمنى.. ما سببه وعلاجه؟

0 388

السؤال

مشكلتي تكمن في وجود مشكلة في المنطقة حول العين اليمنى كما يكون رأسي مملوءا؛ لذا مجرد فتح العين اليمنى يشعرني بإرهاق شديد في تلك المنطقة، وعند تحريك اللسان أثناء الكلام أو الأكل أشعر بمضايقة شديدة في هذه المنطقة.

ليست هذه هي المشكلة الأساسية، ولكن من تبعاتها عدم الإحساس بأي شيء، أعني عندما أشرب لا أشعر بالارتواء حتى أن بطني تمتلئ، كما أني لا أشعر بالشبع، ولا حتى بالاستمتاع بشهوة الفرج، كما لو كان هناك شيئا مسدودا، ولا أستطيع تقدير الأمور من حولي، أعني لا أستطيع أن أقدر مخاطر فعل ما، وأجد صعوبة شديدة في مواقف الاختيار؛ لأني لا أستطيع التمييز أي الأمور أفضل لعدم شعوري بتبعات كل شيء، ولا أشعر بالخوف من الامتحانات أو الفرح عند النتيجة، رغم أنها جيدة دائما بفضل الله، ومن تبعاتها أيضا عدم التأثر بآيات القرآن لعدم الإدراك لمعانيها الحسية مثل النار مثلا.

قمت بعمل جميع الفحوصات الطبية من تحاليل، وأشعة، ورنين مغناطيسي، ورسم مخ، ولم أجد شيئا حتى ظن الأطباء أن لدي حالة نفسية فقمت بأخذ أدوية لذلك، ولكن ليس هناك أي تأثير.

أيضا لدي مشكلتان أخريان قد يكون لهما علاقة بالأمر، وهما وجود مشكلة في الفك في نفس الجهة Displacement وقمت بعمل علاج طبيعي لها، وتحسنت ولكن لم تنته.

والمشكلة الأخرى تكمن في المنطقة من البطن أسفل الصدر مباشرة؛ حيث يوجد ألم دائم عند التنفس بشكل عميق، ولم أجد أيضا لها سببا مقنعا عند الأطباء.

أعلم أن المشكلة ربما تكون غير واضحة، ولكن أسأل الله أن يجعل هذه الاستشارة سببا في الشفاء.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن هنالك بعض السمات المرضية قد لا تكون واضحة لا لصاحبها ولا للطبيب، ونوعية الأعراض التي تحدثت عنها تحمل الطابع النفسي أكثر من الطابع الجسدي، لكن حتى نكون أكثر دقة وإنصافا لك أعتقد أنه من الأفضل أن تقابل طبيبا نفسيا.

الذي أراه أنك ربما تعاني من نوع مما يسمى باضطراب الأنية - أو الشعور بالتغرب عن الذات، أو الانفصال عن الذات - وهذه تعتبر من الحالات القلقية الاكتئابية، وتعالج غالبا من خلال إعطاء الأدوية المضادة للاكتئاب، وممارسة التمارين الرياضية، وكذلك تمارين الاسترخاء، وأن تكون لك مواعيد منتظمة مع طبيب الأمراض الباطنية، أو طبيب الأسرة، وذلك لإجراء فحوصات دورية حتى تطمئن، هذه الفحوصات الدورية يمكن أن تكون مرة كل ثلاثة أو أربعة أشهر.

فالذي أراه أن حالتك بالفعل هي في النطاق النفسي، وكما أوضحت لك وشرحت لك فمقابلة الطبيب النفسي قد تكون أكثر فائدة لك من الذهاب إلى أي تخصص آخر، وأنا أود أن أؤكد لك أيضا أن الطب النفسي قد تقدم الآن جدا، ومفهوم الوصمة الاجتماعية، وأن من يذهب إلى الطبيب النفسي هو شخص غير متوازن أو مجنون أو مختل العقل أو شيئا من هذا القبيل، هذه مفاهيم الحمد لله تعالى نستطيع أن نقول أنها قد انتهت لدرجة كبيرة، فكثير من الناس الآن يأتون لنا في العيادات فقط يسألون عن تحليل شخصياتهم أو أنهم يعانون من عدم القدرة على التكيف أو كيفية رسم خارطة طريق بالنسبة لأمورهم الحياتية والمستقبل، فالناس أصبحت أكثر تفهما للطب النفسي، وكثير من الناس يأتي طالبا أن يساعد في تطوير مهاراته وتأكيد ذاته، وهنالك حقيقة أسس رئيسية جدا في الصحة النفسية، وهي:

1) الإنسان يجب أن يكون إيجابيا في تفكيره.
2) أن يشعر أن حياته ذات قيمة.
3) أن يكون مفيدا لنفسه وللآخرين.
4) أن يسعى لتطوير ذاته.
5) أن يمارس الرياضة.
6) أن يدير وقته بصورة صحيحة.
7) وأن يعرف أن خير أمور يقتنيها الإنسان في حياته هي المعارف العلمية والدين، هذه تمثل جوهر المعرفة التي تحمي الإنسان من تحديات الحياة.

فيا أخي الكريم: مهما كانت طبيعة الشكوى التي تعاني منها أنا أريدك أيضا أن تهتم بهذه الأمور البسيطة التي ذكرتها لك، لأنها سوف توجه طاقاتك النفسية اتجاها إيجابيا جدا، وهذا في حد ذاته سوف يقلل من اهتمامك بهذه الأعراض الغامضة نسبيا، والتي كما ذكرت لك بأن أرجح أنها نوع من اضطراب الآنية، وحتى هذا التشخيص لابد أن أكون واضحا وصادقا معك حوله الكثير من اللغط والجدل والخلاف والنقاش.

عموما الحالة ليست خطيرة، واستفادتك من طاقاتك بصورة إيجابية سوف يفيدك، وليس لدي أي شك في ذلك، ومقابلتك للطبيب النفسي إن شاء الله أيضا تكون ذات فائدة بالنسبة لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات