الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شفيت من الاكتئاب وأصبت بحالة الاغتراب عن الواقع!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أصبت بنوبة اكتئاب حادة في 2020، وذهبت للطبيب وأعطاني دواء اسمه ريتابليس -ايسيتالوبرام- وشفيت، وبعد أسبوعين لاحظت تحسن حالتي، وأكملت سنة ونصفاً وأنا أتناول الدواء، ثم انقطعت عنه تدريجيًا.

منذ أسبوعين أصبت بحالة غريبة بعد الاستيقاظ من القيلولة، وكأني أحلم ولست في الواقع وأعيش في الخيال، وبعد البحث في الإنترنت علمت بأنه اختلال الأنية وتبدد الواقع، ومعه اكتئاب وخوف من الجنون.

رجعت إلى الطبيب وأعطاني سيروبليكس -ايسيتالوبرام-، تناولته منذ أسبوع، فزادت الحالة، وكأني لست في الواقع.

سؤالي: هل مرت عليك -دكتوري الكريم- حالة مثل هذه الحالة، أقصد الغربة عن الواقع وتم الشفاء بالأدوية؟ علمًا أن الحالة تشتد عند الاستيقاظ صباحًا، فما نصيحتكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مروان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعاني منه هو نوع من اضطرابات القلق النفسي، يعرف بتبدد الشخصية والانفصال عن الواقع (Depersonalization)، وقد يكون امتدادًا لحالة الاكتئاب، أو انتكاسة مرضية بعد توقفك عن العلاج.

القلق النفسي اضطراب مزمن ويتشكل بأعراض مختلفة ومتنوعة، منها: القلق النفسي العام، المخاوف المرضية، الوساوس القهرية، نوبات الهلع الحادة، وقد يصاحب هذا الشعور الاكتئاب.

ويجب أن تعلم أن الشعور العابر بتبدد الشخصية أو الانفصال عن الواقع أمر شائع، ولا يستدعي القلق، ولا يؤدي إلى الجنون-كما تعتقد-، مما يزيد من شعورك بالخوف، ولكن إذا استمر شعورك الحاد بالانفصال عن محيطك، فيمكن أن تكون علامة على اضطراب مرضي، وهو تبدد الشخصية والانفصال عن الواقع، ولذلك من الأفضل مراجِعة الطبيب النفسي إذا كانت هذه المشاعر تزعجك، أو تشوش عواطفك، ولا تختفي، أو تعود باستمرار وتعوقك عن العمل أو الأنشطة اليومية، أو تؤثر على علاقاتك الاجتماعية.

العلاج الرئيسي لاضطراب تبدد الشخصية والانفصال عن الواقع من خلال جلسات العلاج النفسي، العلاج السلوكي المعرفي (CBT)؛ لمعرفة أسباب حدوثه، وتعلّم الأساليب التي تساعدك على إبعاد تفكيرك عن الأعراض، والتواصل مع عالمك ومشاعرك، وأيضًا تعلّم كيفية التأقلم للتعامل مع المواقف المسببة للتوتر، وأوقات الضغط النفسي الشديد، والتحدث عن العواطف المرتبطة بالصدمة النفسية التي تعرضت لها في الماضي، ومعرفة الحالات المَرَضية المتعلقة بهذا الشعور، مثل: القلق أو الاكتئاب، والذي يتطلب العلاج الدوائي من خلال استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب، مثل: عقار سيبرالكس 10 - 20 مليجرام، أو عقار سيرترالين 50 - 100 مليجرام، ومن الأفضل استخدام الدواء تحت إشراف طبي.

وندعو الله أن يشفيك شفاء تامًا لا يغادر سقمًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً