شاب متدين يريد خطبتي وأهلي يرفضون لصغر عمري، وأنا أريده فما رأيكم؟

1 442

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبة جامعية، منذ حوالي أسبوع جاءت إلينا صديقة والدتي وقابلتها أمي، ولمحت أنها تريد خطبتي لابنها، ولكن والدتي أخبرتها بأني مازلت صغيرة، وبعد أن انتهت الزيارة أخبرتني والدتي بالموضوع، ولكنها لم تكن تخبرني من أجل أن تسألني عن رأيي، ولكنها أخبرتني لمجرد العلم بالشيء، وعائلتنا تعرف جيدا أنهم جميعا أسرة ذات خلق ودين، وأنا أعلم بأن ابنها على قدر كبير من الأخلاق، كما أنه شديد التمسك بدينه.

وأنا كان مطلبي حين الزواج بأن أتزوج بشاب متدين، وذي خلق يعينني على تقوى الله، ولكني كنت أعلم أنني مازلت صغيرة، فأنا لم أتوقع أن أتزوج في عمري هذا، كما أنني أظن أن والداي لن يرغبوا بتزويجي إلا بعد انتهاء دراستي، ولكني عندما علمت بأن هذا الشاب صاحب الدين والأخلاق قد تقدم لي أصبحت أريده، لأني لن أضمن أنه بعد اكتمال دراستي أنه سيتقدم لي شاب متدين، وذو خلق، وأنا أعلم أنه رزق من الله عز وجل، وبمعنى آخر لا أريد تضييع الفرصة، فنحن نعلم جيدا مدى حبه للدين، ووفق حديث الرسول صلى الله عليه و سلم: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه).

لا أعلم حاليا ماذا أفعل، فأنا خجولة جدا، ولا أستطيع إخبار والدتي بمثل هذا الأمر، ولكني منذ أن أتت والدته إلينا، وعلمت بالموضوع صرت أدعو ربى كثيرا بأن ييسر لي الأمور، ويجعله خيرا لي، ويجعلني خيرا له، ويجعله من نصيبي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأهلا بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك وأن يرعاك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

الأخت الفاضلة: شكر الله لك حرصك على الزوج الصالح الملتزم بدينه، وهذا الحرص يدل على تدينك - إن شاء الله - كما أن من صفاتك التي ذكرتها: الخجل، وهذه صفة جلية في بنات الإسلام المتدينات، نسأل الله أن تكوني من خيارهن.

وبخصوص ما سألت فأنا أتفهم جيدا مدى حرصك على من تقدم، لاسيما وقد ذكرت تدينه، وأتفهم مدى تخوفك، والدراسة لا زالت نوعا ما بعيدة، ومع كل ذلك أقول لك لا تخافي ولا تخشي من الغد، فإن الله عز وجل متكفل به لا محالة، ولا تعلقي قلبك بأحد، فمن يدري لعل الله قد ادخر لك من هو أفضل منه، وعلى قدر تدينك يكون زوجك، والله قد قدر ذلك في الأزل ، فمعلوم قطعا أيتها الفاضلة في علم الله من زوجك وما صفته، وما قدره الله لا يحجبه البشر، وما منعه الله لا يأتي به الحرص، والعبد بين الأمرين مسلم أمره لله، لأن الله يختار لعبده ما هو أصلح له وأفضل.

أمر آخر أيتها الفاضلة: قد يكون كثرة التفكير في تدين هذا الشاب فخ من الشيطان لك، وخطوة من خطواته، فإن من خطواته لعنه الله أن يزين النفل حتى يضيع الفرض، فربما يزين للعابد المجتهد صلاة الليل من أجل أن يقعده عن صلاة الفجر، وقد يزين لك هذا الشاب بعبادته وتقواه ما يشغلك به عن الله حتى يتعلق القلب به فيجرك إلى ما حرم الله عز وجل، فانتبهي أختي الفاضلة، فدعاؤك كان منصبا حول قضية واحدة وهي تيسير الأمر وأن يكون من نصيبك، وهذا خطأ، فما يدريك أنه خير لك، وقد كان عليك أن تقولي: اللهم إن كان خيرا فوفقه لي، وإن كان شرا فأبعده عني.

إذن أريد منك أمرين:

الأمر الأول: صدق التسليم لله فيما أمر، ويعينك على ذلك أن الأمور مقدرة ومكتوبة، وأن الحرص لا يأتي بما لم يقدره الله، كما أن البشر جميعا لن يقدروا أن يمنعوا عطاء الله.

الأمر الثاني: مناقشة هادئة بينك وبين والدتك مفادها أن النبي صلى اله عليه وسلم أخبر إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، فهل يمكن أن يكون خيرا لي، وإن كان فهل يمكن أن يكون العقد حتى أنتهي من الدراسة، وأخبريهم أن الأمر متروك لهم وأنك مسلمة بقضاء الله.

أخيرا: لا تعلقي قلبك إلا بالله، ولا تخافي من غد، فأمر فغد عند الله، وما عند الله خير.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات