رأيت فتاة فوقعت محبتها في قلبي لتكون زوجة لي، ما نصيحتكم؟

1 339

السؤال

أنا شاب عمري 29 عاما، لم أكن أفكر في الزواج، وفجأة وبمحض الصدفة رأيت فتاة، وبمجرد رؤيتها أحسست أنها ستكون زوجتي، أو ستكون هناك علاقة تربطنا معا، كذبت نفسي وتركت الموضوع، ولكن قدرا رأيتها مرة أخرى، وقدر لي معرفتها ومعرفة والدها، وأشعر أن هناك شيئا لاإراديا يدفعني لها.

علما بأني - والحمد لله - على قدر من الإيمان، والسؤال: هل هناك دلائل وبراهين على أن تكون هي زوجتي أم لا؟ على الرغم من وجود تيسير في الموضوع.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يمن عليك بزوجة صالحة طيبة مباركة، إنه جواد كريم.

إنه مما لا شك فيه أن الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، والذي حدث بينكما هو شيء من هذا الباب، فالله تبارك وتعالى عندما خلق الأرواح، قبل خلق آدم عليه السلام ترك الأرواح تمشي على سجيتها، فمالت بعض الأرواح إلى بعض، وتنافرت بعض الأرواح من بعض وعن بعض، وحدث هذا الذي تتكلم عنه، فلعل الله تبارك وتعالى شاء أن يكون بينكما تعارف في القدم، وهو يتحقق الآن في الواقع، ما إن رأيتها شعرت بالميل إليها.

لكن هذا وإن كان مؤشرا على احتمال أن تكون زوجة لك، إلا أنه ليس بكاف على الجزم بأنها ستكون لك، فكم من واحد نحبه ونميل إليه، ولكنه لا يكون لنا ولا نكون نحن له، لأن الشرع له ضوابط حقيقة، وشروط للمرأة المسلمة التي ينبغي على المسلم أن يتزوجها ويرتبط بها، فإذا كانت هذه الأخت تحمل تلك الصفات التي حث عليها الإسلام فمرحبا بها، وتوكل على الله، لأن شعورك بالراحة نحوها سيكون مقويا لعلاقتك بها ودافعا لتقوية الأواصر بينكما.

أما إذا كانت ليست بصاحبة دين ولا تتوافر فيها الشروط التي تريدها كزوجة على وفق الشريعة، فحتى وإن مال قلبك فإن الشرع يقول لك لا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (فاظفر بذات الدين تربت يداك) فعليك أخي الكريم أن تنظر في أمر هذه الفتاة، فإن كانت كما ذكرت صاحبة خلق ودين، ومن أسرة طيبة مباركة وملتزمة بضوابط الشرع؛ فاستعن بالله وتوكل على الله وتقدم إليها، لأن هذا الميل القلبي الفطري الذي رأيته دون سابق إنذار، سيكون محفزا لكما على أن تؤسسا أسرة عمادها المحبة والوئام والتفاهم والانسجام.

أما إذا كانت ليست كما ذكرت لك، وأن حالها يختلف عما ينبغي أن تكون عليه الزوجة المسلمة، فأرى أن تعتبر هذا نوعا من التلبيس، وحتى إن كان موجودا، إلا أنه ليس بكاف لأن تؤسس عليه أو به أسرة مسلمة، تنشد من خلالها أن تكون لبنة في صرح الإسلام العظيم، وأن تنتج لك ذرية صالحة طيبة مباركة.

أسأل الله أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يعينك على طاعته ورضاه، وأن يمن عليك بالزوجة الصالحة التي تسرك إذا نظرت إليها، والتي تحافظ على مالك وعرضك إذا غبت عنها، والتي تطيعك إذا أمرتها.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات